Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Noocyada
وأما قوله : ((وجاء ربك والملك صفا صفا)) [الفجر:22] وقوله : ((ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة)) [الأنعام:94] وقوله: ((هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله)) [البقره:210] وقوله: ((إلا أن تأتيهم الملآئكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك)) [الأنعام:158] فذلك حق كما قال الله سبحانه، وليس جيئته كجيئة الخلق، وقد أعلمتك أنه رب شيء من كتاب الله تأويله غير تنزيله، ولا يشبه تأويله كلام البشر، ولا فعل البشر، وسأنبئك بطرف منه تكتفي به إن شاء الله تعالى، من قول إبراهيم عليه السلام حين قال: ((إني ذاهب إلى ربي سيهدين)) [الصافات:99] فذهابه إلى ربه توجهه وعبادته واجتهاده وقراره إلى ربه، إلا أن تأويله غير تنزيله، وقال: ((أنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج)) [الزمر:6] وقال: ((وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد)) [الحديد:25] فسماه إنزالا، وإنزاله الأنعام خلقه إياها، ألا ترى أن تأويله غير تنزيله.
وقال موسى على محمد وموسى السلام حين سقى لابنتي شعيب عليه السلام قال الله : ((فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير)) [القصص:24] لما رزقتني من خير فقير.
Bogga 105