ونرجو أن يكون لأمة جدنا انتباه ورجوع إلى الحق واتباع لما أمروا باتباعه من أئمة الهدى الذين لا يدخلون أحدا في باب ردى ، ولا يبيعون الأحكام باليسير التافه من الحطام، بل هم تقاة أمناء ، عدول خلفاء ، ومصابيح لكل من اهتدى بهم، وأضوء، لم يتعلموا للنفاسة، ولم يدعوا الخلق إلى طاعة الله عز وجل للتكثر بهم والرياسة، دعوهم لينفعوهم وطلبوهم ليهدوهم، وأرادوهم ليفدوهم، فمن تعلق بهم نجا، ومن تخلف عنهم هوى ، ومن استخف بأمرهم تردى ، هم الذين درجوا من وكر الوحي والتنزيل، وخرجوا من صميم المعرفة والتأويل، وهم شهداء الله على خلقه، العدول الذي لا يدانيهم التغيير والتحويل والحمد لله على ما خصنا به من الأكرومة، وأخرجنا من خير الأرومة، وأمدنا بتأييده حتى سلكنا طريق الصواب، وتجنبنا مواقف الشك والارتياب، وذكرنا لأمة جدنا من علم الكتاب على سبيل الاستقامة والصواب مالها به المخلص إن أرادته، وفيه الفوز إن أممته. اه كلام البرهان.
فصل في ذكر وجوه اشتمل عليها القرآن الكريم
قال الإمام أحمد بن سليمان عليه السلام: واعلم أن القرآن مبني على وجوه: فمنه المحكم، ومنه المتشابه، ومنه المجمل، ومنه المفسر، ومنه الظاهر، ومنه الغامض، ومنه الناسخ، ومنه المنسوخ، ومنه الجواب، ومنه مفهوم الخطاب، ومنه الحقيقة، ومنه المجاز، ومنه ما هو في مخرجه عام ومعناه خاص، ومنه الخاص، ومنه العام، ومنه مايو جب العلم، ومنه مايو جب العمل، ومنه القصص والأخبار والأمثال، ومنه الأمر والنهي، ومنه الوعظ والزجر والترهيب، ومنه الوعيد والوعد، وغير ذلك.
Bogga 79