واعلم أنه إذا دل الدليل على شئ فالإعراض عنه وعن اعتقاده زيغ وميل عن الحق خصوصا إذا كان متعلقا بالتكليف فيأثم إثما عظيما في تركه والإعراض عنه لدخول ذلك في كتمان الحق، وترك إظهاره، والتدين يقتضي خلافه فالتمسك بالحق أولى من التمادي في الباطل فنعوذ بالله من إلف العصبية , وما يؤدي إليها.
فهل في البيان متبع العترة والحكمة بإصابتهم ما هو أظهر من هذا !! لكن طاشت الحلوم، وضاعت العلوم، واختار الناس غير ما اختاره الحي القيوم.
فإن قيل: أهل البيت عليهم السلام فيهم عصاة لا تجوز موالاتهم، ومخالفون لأهل البصائر منهم لا يسع إتباعهم، وقد قلت: إنهم كالكتاب وقرناؤه، وقد رأينا كثيرا منهم من يجاهر بالمعاصي، ومنهم من يتمسك بأديان الضلال؟.
قلنا ولا قوة إلا بالله: يخصص الفساق منهم آيات محكمات وأخبار صحيحات، ليس هذا موضع ذكرها، ولكنا نقول كما قال الإمام المنصور بالله عبدا لله بن حمزة عليه السلام: هم صلوات الله عليهم كما أن في الكتاب شرفه الله وعظمه محكما ومتشابها ومنسوخا، لأن الناسخ من نوع المحكم، فالواجب الرجوع إليه واطراح معنى المنسوخ، فكذلك ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أئمة سابقون يجب الرجوع إليهم، وتابعهم منهم لقول الله تعالى حاكيا عن إبراهيم عليه السلام: ((فمن تبعني فإنه مني))[إبراهيم: 36].
Bogga 44