330

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

وقوله: ((فلن نزيدكم إلا عذابا)) يقول: لن تروا فرجا ولا رخاء، ولن تزدادوا بالمكث الطويل في جهنم إلا عذابا وبلاء؛ لأن عذابهم دائما سرمدا، وخلودهم في النار دائم أبدا، ومن كان كذلك لم يزدد بالمكث في جهنم إلا عذابا.

ثم قال جل جلاله عن أن يحويه قول أو يناله: ((إن للمتقين مفازا (31))) والمفاز: فهو موضع الفوز، والفوز: فهو النعيم والخير والسرور، وقرة العين من المآكل والمشارب والمناظر والمناكح والمطالب.

ثم فسر سبحانه ذلك المفاز فقال: ((حدائق وأعنابا (32) وكواعب أترابا (33) وكأسا دهاقا (34))) والحدائق: واحدتها حديقة، والحديقة: فهي الحظيرة المجتمع فيها جميع الثمار المأكولات الطيبات، والمياه المشروبات.

((وأعنابا)) فهي الأعناب المعروفة، التي يغني اسمها عن تفسيرها لمعرفة الناس بها. والكواعب: فهن النساء النواهد، والناهد: فهي التي قد برز ثديها، وتبين للناظرين في صدرها، الذي لم ينكسر ولم يمل فتلك تسمى كاعبا وناهدا، والأتراب: هو الأمثال المشبهات في القد والجسم والصورة والخلق.

((وكأسا دهاقا (34))) والكأس: فهو ضرب من الأقداح يشرب فيها الماء وغير الماء من العسل واللبن تكون الكأس من الفضة والذهب، ويكون في الآخرة من ذلك ومن غيره من الجواهر والياقوت الأحمر، والدر الأبيض والزمرد الأخضر، ودهاقا: فمعناه مملوأ مترعا فأعد الله ذلك كله للمؤمنين.

Bogga 345