Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Noocyada
والمعنى فيها عن مايتسآلون غير أن اللغة والإعراب حذف منها الحرفين النون والألف يريد تبارك وتعالى بقوله : ((عم يتساءلون)) أي عم يستخبرون ويتذاكرون ويترادون ويسألون توقيفا لنبيئه صلى الله عليه وعلى آله على ما يفعلون، وعلى ما فيه يترادون.
ثم قال سبحانه: ((عن النبإ العظيم (2) الذي هم فيه مختلفون (3))) فأخبره صلى الله عليه وآله أن الذي كانوا عنه يتسآلون وفي أمره يترادون هو النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، والنبأ هاهنا الذي هم فيه يختلفون فهو ما كان ينبئهم به رسول الله صلى الله عليه وآله، ويعلمهم به من بعثرة القبور ومن النفخ في الصور، ومن حشر العباد، وتبديل الأرض والبلاد والحساب والعقاب والمناقشة والثواب، فكانوا في ذلك يختلفون، ومعنى يختلفون أي تختلف أقاويلهم في التكذيب به وتصنيف معاني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله فيه، فكانت طائفة تقول: إن إنباء رسول الله صلى الله عليه وآله لهم بهذا القول سحر، وطائفة تقول: إن إنباءه لهم به شعر وظنون، وطائفة تقول: إن ذلك كله منه كهانة وجنون، فهذا معنى اختلافهم في النبأ والنبأ فهو الإنباء، والإنباء: فهو الإخبار والتبيين والإعلام للعالمين بما لا يعلمون، ولا يتوهمن أحد ذو فهم ونظر وتمييز وبصر أن اختلافهم فيما كان ينبئهم به صلى الله عليه وعلى آله من ذلك، ويقصه عليهم ويقرؤه اختلاف يكون بعضه إقرارا بما كان يقول: وبعضه إنكارا لهذا القول، بل كلهم كان منكرا له مكذبا غير مقر، وإنما معنى الإختلاف منهم، وهو اختلافهم في تصنيف الكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله والجحدان لما جاء به صلى الله عليه وآله من عند الله.
Bogga 330