299

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

ومعنى تنشط الماء: فهو تحيده وتطلعه، ونشطا مصدر كمصادر الكلام ((والسابحات)) هن السحائب يسبحن في الهواء سبحان كما يسبح في الماء من كان سابحا يمينا ويسارا وإقبالا وإدبارا كما أراد الله عز وجل وشاء.

((سبحا)) مصدر أيضا، وهن أيضا ((السابقات)) بالمطر والغيث برحمة الله وفضله غير مسبوقات بإمساك الله للمطر لو أمسكه عن الأرض وأهلها بعدله، وقد يكون السابقات هو البرق، لأن البرق أسرع شيء خفقا وأحثه اختطافا وسبقا، والسحائب أيضا فهي ((المدبرات)) بما جعل الله من الغيب فيهن للشجر والثمار والنبات، وفيما ذكرنا من هذا أعجب عجيب لكل ذي حكمة ونظر مصيب.

قيل: والمعنى فيه: ((المدبرات أمرا)) الملائكة.

((يوم ترجف الراجفة (6) تتبعها الرادفة (7))) الراجفة: القيامة، سميت راجفة لهولها، يقال: أنزل ببني فلان رجفة، والرادفة: مردفة بهول يتبع هؤلاء.

((قلوب يومئذ)) ذلك اليوم ((واجفة)) أراد مضطربة ((أبصارها خاشعة (9))) منكسة ((يقولون أئنا لمردودون في الحافرة(10))) أولئك الذين كانوا يقولون أراد يكذبون بالرد لهم لما في الحافرة، هم الذين تخشع أبصارهم وتذل، والحافرة: التي تحفر على السرائر وتظهرها ((أئذا كنا عظاما نخرة (11))) تعجب منهم أنهم لا يرجعون إذا صاروا عظاما نخرة، والنخرة: البالية الدامرة ثم قالوا:

Bogga 314