Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Noocyada
ثم قال سبحانه بعد هذا القصص من خبر يوم القيامة صادقا، وللخبر اليقين بقسمه البر محققا، وبعجيب آياته مقسما، ولما هو عجيب منها في الحكمة معظما، وبإقسامه به على عجيب ما فيه من آياته منبها: ((فلا أقسم بالخنس (15) الجوار الكنس (16))) والخنس والله أعلم : النجوم الخمسة، والقمر والشمس، فمن النجوم الجارية وجريها تحريكها في الفلك بأنفسها، وخنوس ما خنس منها رجوعها إذا بلغت الشمس إلى الدرجات التي خلقت من ورائها، والخنوس في لسان العرب: الرجوع إلى وراء بعد السير قدما، والخنوس والعلم عند الله الذي هو الرجوع بعد الإستقامة لا يذكر به شيء من النجوم إلا هذه الخمسة من زحل والمشتري والمريخ وعطارد والزهرة، فإن هذه الأنجم الخمسة قدر الله سيرها بالجري والإقبال، حتى إذا جرت في المنازل والبروج حتى تكون في البروج الذي يواجه برج الشمس وكادت أن تجتمع هي والشمس رجعت متحيرة في سيرها خانسة بالجري والرجوع إلى ما خلفت من ورائها، ولكل نجم منها درج معلومة إذا بلغها وقرب من الشمس رجع عند بلوغه لها عن الشمس متحيرا خانسا راجعا إلى ما خلفه مدبرا حتى يتغيب عن الشمس في الرجوع إلى ما وراءه من البروج، وهذا المغيب عن الشمس والله أعلم فهو الكنوس وكلما غاب من شيء وتنحى في اللسان العربي دعي كانسا، تقديرا قدره الله فيها من أحكم التقدير، وتدبيرا منه في سيرها دبره لعجيب من الأمور.
وقد يمكن والله أعلم أيضا أن يكون من الجوار الخنس الكنس، النجوم التي تغيب وتطلع بحساب الأوقات والأزمان وعلم الحر والبرد والأمطار.
Bogga 298