Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Noocyada
ثم ذكر عز وجل الأبرار الموقنين الذين ليسوا بذوي تطفيف ولا إخسار فقال سبحانه: ((كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين (18) وما أدراك ما عليون (19) كتاب مرقوم (20))) والعليون والله أعلم : فهم العالون في الكتاب الأعلى المكرم، والكتاب هاهنا والعلم عند الله فهو ما كتب الله لهم من الثواب والنعيم في جنته، وما علا به كل محسن منهم فصار كتابه في العليين بما قدم من بره وإحسانه. ثم أخبر أن كتاب الأبرار الذي هو في عليين كتاب يشهده المقربون، والمقربون والله أعلم : فهم الملائكة الأطيبون الذين هم على كرامة للأبرار شاهدون عليهم في دار الثواب من أبواب الجنة داخلون.
ثم أخبر سبحانه ببعض ما فيه الأبرار من النعيم فقال: ((إن الأبرار لفي نعيم (22) على الأرائك ينظرون(23) تعرف في وجوههم نضرة النعيم (24) يسقون من رحيق مختوم (25) ختامه مسك)) والنضرة في الوجوه: فهو الإشراق والنضارة من ألوانها بالسرور والبهجة والإزدهار بما هي فيه من نعيم الجنة.
ثم ذكر تبارك وتعالى الرحيق الذي منه يسقون، والرحيق: فإسم من أسماء الخمر الجيد كانت تسميها به العرب، فسمى الله بها الخمر التي في الجنة، فأخبر عن طيب ريح الرحيق، وأن ختام ما بريحها يجدون، وختام ريحها عند آخر شربها كريح المسك، إذ هو أفضل الطيب الذي يعرفون.
Bogga 286