Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Noocyada
قال الله العليم الحكيم: ((والله من ورائهم محيط (20) بل هو قرآن مجيد (21))) والمجيد: فهو الممدوح الكريم المحمود ((في لوح محفوظ (22))) واللوح هاهنا: مثل من الأمثال يفهمه من يعقل إن شاء الله تعالى من أولي الألباب، وإنما أراد الله بذلك والله أعلم أن القرآن محفوظ ثابت كحفظ ما في اللوح من أن يزاد فيه أو ينقص منه، ألا ترى كيف يقول تبارك وتعالى في خبره عنه ((محفوظ)) وما حفظه الله فهو المحفوظ الحفظ الحريز الممنوع من أن يلم به ضياع بمنع القوي العزيز.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم النبيئين وعلى أهل بيته الطيبين وسلم تسليما.
تفسير (إذا السماء انشقت)
بسم الله الرحمن الرحيم
((إذا السماء انشقت (1) وأذنت لربها وحقت (2) وإذا الأرض مدت (3) وألقت ما فيها وتخلت (4) وأذنت لربها وحقت(5))) فقول الله: ((إذا السماء انشقت (1))) هو خبر منه تعالى عن يوم القيامة الذي فيه انشقت السماء وحقت.
وقوله سبحانه: ((وأذنت لربها وحقت (2))) فهو سمعت لربها وأطاعت.
وقوله: ((وحقت)) والله أعلم عند من يسمع اللسان العربي فيفهم: إنما هو أن السماء حل بها من الله ما شقها فأصابها بعينها وحقها، وكذلك قوله الله أيضا في الأرض: ((وأذنت لربها وحقت (2))) فإنما تفسيره: حل بالأرض أمر الله فأصابها وحقها، فحينئذ مدت ودكت، ومدها والله أعلم رفعها حين رفعت فحملت.
Bogga 276