Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Noocyada
وأما تفسير قوله سبحانه: ((يخرج من بين الصلب والترائب(7))) فإنه قد قيل: إن الماء الذي يخلق منه الإنسان يكون من الرجل والمرأة، فأما ماء الرجل فيجيء ويخرج من صلبه، وأما ماء المرأة فمنشؤه ومجيئه من ترائبها فسبحان الله ذي القدرة.
ثم قال تبارك وتعالى: ((إنه على رجعه لقادر(8))) وتفسير ذلك _والله أعلم سبحانه أنه_ إذا خلقه من الماء المهين الدافق، ونقله في الخلق تارة بعد تارة قادر على أن يرجعه بعد موته وبلائه بأقدر القدرة.
ثم أخبر متى يرجعه ويحييه وينشره فيجدد بدنه بعد البلاء، وينشئه فقال: ((يوم تبلى السرائر(9))) وهو يوم القيامة الذي تبلى فيه كل سريرة، ويكشف فيه ما كان يستر في الدنيا كل مستورة يقول الله سبحانه: ((فما له من قوة ولا ناصر(10))) يعني سبحانه فما للإنسان يومئذ في دفاع المعاقبة بعمله والجزاء له عن سيئ أفعاله من قوة يدفع بها ذلك عن نفسه، ولاناصر ينصره من قريب ولا عشير فيلجأ إلى نصرته.
Bogga 270