189

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

تأويل إخراج الأرض لأثقالها: فهو طرحها لما كان عليها من أحمالها، والأثقال: هي الأحمال وأحمال الأرض فما جعل الله عليها، وكان من الثقل الذي هو الإنس ساكنا فيها، من ميت وحي، وفاجر وتقي، وكيف لاتكون مخرجة لهم منها، وكلهم فمنتقل إلى دار القرار عنها، وأرض الحياة الدنيا فأرض بائدة فانية، وأرض دار القرار خالدة باقية، ومن أثقال الأرض من في قبورها ومن كان من الموتى على ظهورها، فمن كل ذلك طائفة تتخلى، من قبل أن تبيد وتبلى، وفي تخليها من ذلك كله وإخراجها عنها له مايقول الله جل جلاله من أن يحويه قول أو يناله: ((وإذا الأرض مدت (3) وألقت ما فيها وتخلت)) [الانشقاق:3-4] تأويل ذلك: أوحشت الأرض من أهلها وأخلت، فنشر موتاها نشرا، وحشر الموتى إلى الموقف حشرا، وعند ذلك من حالها وما يخرج من أثقالها يقول الإنسان، والإنسان: هو الناس كلهم عندما يرون من زلزالها وإخراجها لما كان فيها من أثقالها ما للأرض وماشأنها؟ فتحدث الأرض حينئذ بخبرها أعيانها بأن الله سبحانه قد أوحى لها، فقطع مدتها وأجلها فحان فناؤها وانقطع بقاؤها ف ((يومئذ يصدر الناس)) كما قال الله سبحانه: ((أشتاتا ليروا أعمالهم)) وتأويل أشتاتا: هو يصدرون عن موردهم في حشرهم صدرا أشتاتا متفاوتا، فريق في الجنة وفريق في السعير، خالدا كل فريق منهم فيما صار إليه من مصير، فيرى كل من عمل مثقال ذرة من خير وشر ماقدم لنفسه من عمل في فجور أوبر كما قال سبحانه: ((فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره (7) ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)) فتأويل يراه: فهو يجزاه.

Bogga 201