179

Masabih Satica

المصابيح الساطعة الأنوار

وتأويل ((في عمد ممددة)) بعد ذكره تبارك وتعالى المؤصدة، فهو ما يغلق به أبواب جهنم المؤصدة المطبقة في عمد معروضة على أبوابها ممدودة، كالمهاج والأوصاد التي تجعل على الأبواب المغلقة، ونحو ذلك من الإغلاق والغلق فأوثق ما يغلق به كل مغلق أراد إغلاق الباب، أو إطباقا وذلك أنه يأخذ ما في طرفي المغلق كله، وليس يأخذ ذلك من الإغلاق كلها غلق، وإنما يغلق كل غلق من الأبواب ما يغلق إن كان قفلا، فإنما يغلق واسطة الأبواب، وإن كان غير ذلك فإنما يغلق جانبه من كل باب، فأما المهج والرصد فيغلق الباب كله، ويستقصى في الغلق آخره وأوله، ولاسيما إذا كان ممتدا ثابتا مهجا كان أو رصدا، فأبواب جهنم وإغلاقها كلها كالمقامع التي ذكر الله من الحديد لا تبيد كما مقامع أهلها فيها إذا أرادوا أن يخرجوا منها حديد، كما قال سبحانه: ((ولهم مقامع من حديد)) [الحج:21] ألا فسبحان من جمع في جهنم ما جمع من أنواع الخزي والضيق للظلمة الملحدين فقيل في يوم البعث لهم جميعا : ((ادخلوا أبواب جهنم خالدين)) [الزمر:72].

---

Bogga 191