وانظر فيما روى أنس بن مالك حيث قال: يقول الناس إن قوله تعالى: ((أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة )).[الزمر: 9] نزلت في علي بن أبى طالب، قال: فأتيته لأنظر عبادته قال: فأشهد لقد رأيته وقت المغرب فوجدته يصلي بأصحابه المغرب فلما جلس في التعقيب إلى أن قام إلى العشاء الآخرة، ثم دخل منزله فوجدته طول الليل يصلي، ويقرأ القرآن إلى أن طلع الفجر، ثم جدد وضوءه وخرج إلى المسجد وصلى بالناس صلاة الفجر، ثم جلس في التعقيب إلى أن صلى بهم العصر، ثم أتاه الناس يختصمون وهو يقضي بينهم إلى غربت الشمس، فخرجت وأنا أقول: أشهد أن هذه الآية نزلت فيه.
وعلى هذا المنهاج جرت العترة الطاهرة عليهم السلام مما لا يمكن شرحه وبيانه هاهنا مخافة الإملال من السامع، ولظهور حالهم بخلاف غيرهم فعلمنا أنهم صلوات الله عليهم ومن دان بدينهم وسلك سبيلهم هم الذين تعين فيهم الإتباع، واختص بهم الإقتداء، وأنهم المرادون بآية الاجتباء، وآية التطهير والمودة، وأحاديث التمسك والسفينة.
Bogga 18