Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Noocyada
أما قوله : ((ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها)) [الكهف:53] فإنما يعني بالظن اليقين، يقول: إنهم أدخلوها.
وأما قوله : ((إني ظننت أني ملاق حسابيه)) يقول: إني أيقنت .
وأما قوله: ((وتظنون بالله الظنونا)) فليس ذلك الظن باليقين، ولكنه شك، والظن ظنان: ظن يقين، وظن شك، فما كان في كتاب الله من ذكر الظن في أمر المعاد فهو يقين، وما ذكر في أمر الدنيا فهو شك، وذلك لو كان إلى ما ذهب إليه وهمك لا يكون مؤمنا، وذلك لأن ما ذكر الله من الظن الذي سماه من المؤمنين في باب الآخرة لا يكون شكا، لأن من شك في شيء من الأشياء في كتاب الله المنزل كان مشركا أفهمت ما ذكرت لك من أمر الظن في الدنيا والآخرة؟ قال: نعم.
قال : وأما قوله: ((ونضع الموازين القسط ليوم القيامة)) [الأنبياء:47] فهو العدل تؤخذ به الخلائق، ويدين الله الخلق بعضهم من بعض، ويجزيهم بأعمالهم، والدين هاهنا قصاص.
وأما قوله لأهل الجنة ((فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب)) [غافر:40] فإن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:(حقت مودتي لمن يزاور في الله، ويحاب في الله، ويباذل في الله، المتحابون في الله وجوههم من نور على منابر من نور عليهم ثياب من نور، قيل: من هؤلاء؟ قال: ليسوا بأنبياء ولا شهداء، ولكنهم قوم تحابوا بحلال الله في الله على طاعة الله في دار الدنيا إذا عصي الله في دار الدنيا لا يزالون جلوسا على تلك حتى يفرغ من الحساب، ويدخلون الجنة لا يحاسبون).
Bogga 109