Maraqi Jinan
مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان
Noocyada
542- وقال محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه: كان ابن المبارك إذا كان وقت الحج، اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو، فيقولون: نصحبك يا أبا عبد الرحمن. فيقول: هاتوا نفقاتكم. فيأخذ نفقاتهم، فيجعلها في صندوق، ثم يكتري لهم ويخرجهم إلى بغداد. ولا يزال ينفق عليهم ويطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلواء، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن زي وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا وصلوا إلى المدينة قال لكل واحد منهم: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيقول: كذا. ثم يفعل كذلك بمكة. ولا يزال ينفق عليهم إلى مرو، فيجصص أبوابهم ودورهم . فإذا كان بعد ثلاث صنع لهم وليمة وكساهم. ثم دعا بالصندوق، فيفتحه، ويدفع إلى كل واحد صرته باسمه.
543- قال: وأخبرني خادمه، أنه عمل آخر سفرة سافرها دعوة، فقدم إلى الناس خمسة وعشرين خوانا فالوذج.
544- قال: وبلغنا أنه قال للفضيل: لولا أنت وأصحابك ما اتجرت!.
545- قال: وكان ينفق على الفقراء في السنة مائة ألف! وأنفق في الخير أربعمائة ألف!.
546- ولما قدم الرشيد الرقة انجفل الناس خلف ابن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة، فأشرفت أم ولد الرشيد، فلما رأت الناس قالت: ما هذا؟ قالوا: عالم من أهل خراسان.
Bogga 276