252

Maqasid Caliyya

المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية

من ذلك بفضله ورحمته.

واعلم أن في هذه الكلمات اعتراف بجميع أصول العقائد الحقة من التوحيد وصفات الكمال، ونعوت الجلال والعدل، وفروعه. تعرف بالتدبر والرجوع إلى مظانها، وهي الباقيات الصالحات (1) التي هي خير عند ربك ثوابا من المال والبنين وخير أملا (2).

وواجبات التسبيح أربعة، يجب على المصلي ملاحظتها، بأن يقولها (مرتبا) لها كما ذكر (مواليا) بين كلماتها من غير فاصل بأجنبي ولا سكوت طويل (بالعربية) فلا تجزئ ترجمتها مع القدرة، (إخفاتا) فلا يجوز الجهر بها بناء على المشهور، وخالف بعض الأصحاب في الواجب الأول (3) والأخير (4)، والاعتماد على ما ذكر هنا.

وظاهر سياق العبارة أن قوله: (مرتبا إى آخره) منصوب على الحالية من التسبيح المذكور، بمعنى أنه يجزئ في حالة كونه مرتبا بالبناء للمجهول إلى آخره.

وهو يشكل بقوله: (مواليا) فإنه لو كان كذلك لوجب فتح اللام الموجبة لقلب الياء بعدها ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها. والواقع في العبارة ثبوت الياء، وهو موجود في النسخة التي عندنا، وهي مقروءة على المصنف وعليها خطه، وحينئذ فالأولى كونه حالا من المصلي المدلول عليه من الواجبات بالالتزام وقضية المقام، فيكون قوله: (مرتبا مواليا) بكسر التاء واللام على البناء للفاعل، وعلى التقديرين ف(إخفاتا) مصدر وقع موقع الحال، والمراد مخافتا.

Bogga 259