251

Maqasid Caliyya

المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية

محذوف تقديره: سبحت الله تسبيحا وسبحانا. فالتسبيح مصدر، وسبحان واقع موقعه، ولا يستعمل غالبا إلا مضافا، كقولنا: سبحان الله، وهو مضاف إلى المفعول به، أي سبحت الله؛ لأنه المسبح المنزه.

قال أبو البقاء: ويجوز أن يكون مضافا إلى الفاعل؛ لأن المعنى: تنزيه الله (1).

والمشهور الأول، وقد تقدم جملة من معنى الحمد (2)، والمراد أنه مختص بالله لا يشركه فيه غيره، والجملتان بصورة الخبر ومعناهما الإنشاء، ومعنى لا إله إلا الله: أنه ليس في الوجود إله مستحق للعبودية أو موجود أو نحو ذلك إلا هذا الفرد الخاص وهو الله سبحانه، إذ كل معبود سواه باطل، وفيه اعتراف بنفي الشريك، وتخلية السر من العقائد الفاسدة، وتحليته بالتوحيد الحق.

و(لا) في هذه الصيغة هي النافية للجنس، و(إله) اسمها، وخبرها محذوف، وهو ما ذكر، والمستثنى- وهو الله تعالى- بدل منه، فلذلك رفع، وهو في الحقيقة بدل من موضع الخبر لا من لفظه؛ لأن (لا) الجنسية لا تعمل في معرفة، والبدل هنا مأخوذ باعتبار المعنى لا باعتبار اللفظ؛ لفساد التركيب بتقدير المبدل منه مطروحا، والبدل قائم مقامه بأن يقال: لا إله إلا الله، ومن هنا ظهر أن المبدل منه ليس في قوة الطرح دائما.

ومعنى الله أكبر: أكبر من كل شيء سواه، وترك المفضل عليه لإرادة التعميم من باب والله يدعوا إلى دار السلام (3) أي كل أحد. والاعتراف به بحسب كونه مطابقا لما في نفس المكبر، فإن كان في قبله شيء هو أكبر من الله لزوما وإن لم يعترف به، فهو شاهد بشيء يشهد الله أنه كاذب في شهادته وإن كانت مطابقة لما في نفس الأمر، وهذه صفات المنافقين كما حكاه الله تعالى عنهم في كتابه (4)، وما أخسر من كبر الله وهواه في نفسه أكبر، والدنيا في قلبه أعظم، واشتغال سره بها أقوى وأتم، نسأل الله العافية

Bogga 258