============================================================
في عظمة أنفس الأخيار حتي ينزلهم في أعلى دار القرار . ويزيد في دناءة أنفس1 الفجار حت ينزهم في أسفل الدركات من النار ليظهر الإللهية الخالق المتكبر عند خلقه.
وأعظم استشهاد هؤلاء الحمقاء من المعطلة على إقامة هذا الرأي الفاسد، و جودهم الخلقة من أول الأمر، يزداد في كل انتقال شرفا2 ومرتبة على الحالة. مثل هذا شرف هذا العالم على بطن الأم، وشرف بطن الأم على صلب الأب. ولم يعلموا أنه في هذه الأحوال المذكورة في الخلقة. والشيء إذا كان في الخلقة والصنعة يزداد في كل وقت شرفا ومرتبة حي تكمل خلقته.
فأما حال الآخرة، فليس هو حال الخلقة، بل حال البعث. فبعث الأنفس إذا على م قدار سعتها، و(تجزى [اليوم] كل نفس بما كسبت).* وهل حال الخارجين من بطن الأم في هذا العالم حال4 واحدة، أم أحوالهم مختلفة من بين شقي وسعير؟ فترى في هذا العالم من العميان والزمنى والبرص والعرج والمجانين والمجذومين والمباشيم، والفقراء، و فيهم الأغنياء وأهل الثروة والأصحاء. وكانت: الحكمة أوجبت7 هذا التفاوت من طرق كثيرة. أحدها8 أن يتصور عند المثرفين كيفية العقوبة الي تلزم الأنفس، لأنهم لم يروا إلا السعادة والعافية. فكيف أمكنهم الخوف والحذر مما حذوا10 على أن الأشقياء في هذا العالم لم يكتسبوا في بطن الأمهات ما أوجب11 لهم الوقوع فيما وقسعوا [174] من اكما في ز، وهو ساقط من هب ، كما صححناه، وفي كلي النسختين: شرف.
3 سورة غافر 40: 17.
كما صحناه وفي النسختين: حالة.
ه كما في ز، وفي هس: والمياشم.
"كما صححناه وفي النسختين: كان.
" كما في ز، وفي ه: اوجب.
"كما في ز، وفي ه: احدهما.
كما في ز. ه: المترقين.
10 ز: حذروا. (أيضا ممكن استخدامها في هذا النص.) 11 ز: وحب.
Bogga 220