============================================================
قالات البلحي ولو أن رجلا كان يملك ألف دينار لا تحضره إليها حاجة مهمة وقد أشبعنا بغيرها من أمواله عنها وعن تصريفها وإنفاقها، وقد أدى زكاة ماله وكل ما فرض عليه أداؤه، ثم قصده جار له فقير معتل ممن يحل له الصدقة فسأله درهما وتضرع إليه في أن يتصدق به عليه، وعلم المسؤول أن هذا السائل محق فيما يذكر من حاجته، فمنعه، وكانت هذه سبيله في كل سائل سأله قليلا أو كثيرا من ماله، لم يصفه بالجود إلا معاند أو من لا علم له باللغة وحكم أهل العقول، بل كان عند كثير من الناس بخيلا متجاوزا للحد في بخله.
فإن كان المسؤول مع ما قد ذكرنا قد كلف الرجل/ الذي سأله أمرا من الأمور وعلم أنه إذا أعطاه الدراهم سهل عليه فعل ما أمر به، وكان ذلك أدعى الحكمة فإن كان هذا المسؤول قد كلفه سائله أمرا يعلم أنه لا يصل إليه على حال إلا بالدرهم الذي سأله وتضرع إليه من أجله، وأنه إذا أعطاه إياه أتى بما أمره به، فمنعه ذلك، ثم عاقبه على تركه الائتمار بما أمره به كان عند أهل العقول ظالما جائرا.
وكل من لا يقر بالمعاد ولا بحجة السمع والأمر والنهي والاستقباح لذلك وفي تظليم فاعله وتجويزه بمنزلة المقر بحجة السمع وبالأمر والنهي و المعاد. وهذا واضخ عند الله ليس يخالفه إلا مكابر أو مخذول أو من لا حجة عليه لزوال عقله، فعلى مثل هذا المثال ينبغي أن يعمل الناظر المستدل.
Bogga 236