============================================================
وهذا البرهان العقلي على استحالة حدوث صفة الكلام القائم بذات الله عخلى هو نفس الدليل الذي أورده فيما بعد إمام أهل السنة أبو الحسن الأشعري في "اللمع" قائلا: "ودليل آخر على أن الله تعالى لم يزل متكلما أن الكلام لا يخلو أن يكون قديما أو محدثا ، فإن كان محدثا لم يخل أن يحدثه الله في نفسه، أو قائما بنفسه، أو في غيره، ويستحيل أن يحدثه في نفسه؛ لأنه ليس بمحل للحوادث"، ثم بين الإمام الأشعري فساد بقية الاحتمالات كما فعل الإمام ابن الحداد، وقال: "وإذا فسدت الوجوه التي لا يخلو الكلام منها لو كان محدثا صح أنه قديم، وأن الله تعالى لم يزل متكلما"(1).
فصل ومن علماء القيروان الذين كان لهم أيضا دور بارز في تشبيت عقيدة أهل السنة الأشاعرة في تونس خاصة والغرب الإسلامي عامة الإمام أبو تحمد عبد الله بن أبي زئد القيرواي الله، فقد كان إماما في علم أصول الدين الشني، موافقا لما عليه الإمام الأشعري وكبار أصحابه، بل إن لسان الأمة وسيف السنة القاضي أبا بكر بن الطيب الباقلاني الأشعري يعده من أشياخه (2).
ومن الأدلة على إمامة ابن أبي زيد في علم الأصول على مذهب أهل السنة الأشاعرة قول الإمام عبد الجليل الربعي القيرواني في كتابه الذي شرح به تمهيد (1) اللمع في الرد على أهل الزيغ والبدع، (ص 20) (2) ذكر ذلك في كتاب البيان عن الفرق بين المعجزات والكرامات والحيل والكهانة والسحر والنارنجات (ص5) المكتبة الشرقية - بيروت 1958م ول
Bogga 15