10
في الكتاب الحالي (الفصل الثالث، قسم 18) - تجديدا للروح العلمية، وقد عرض جاستون باشلار
G. Bachelard
في كتابه «الروح العلمية الجديدة» صورة عامة لهذا التجديد، وقدم في كتابه «فلسفة اللا
La philosophie du Non » عرضا جدليا لهذه الكثرة من نقط البداية.
والحق أن هذا العرض السريع الذي أوضحنا به تقدم علمنا بالمادة (من وجهة نظر الكيمياء ومن وجهة نظر الطبيعة النووية معا) يبين لنا بوضوح أن الفلسفات التقليدية، من تجريبية وعقلية، لا بد من إعادة النظر فيها في هذه المجالات. فإذا تأملنا درجة تعقيد الظواهر الإلكترونية والنووية، وجدناها تقدم إلينا خواص ديناميكية «خلقت من جديد»، وتنسب في الأغلب إلى مواد «تكونت» بعد أن لم يكن لها وجود. فهناك إذن نوع من العلوم على الواقع، لا يكون فهمه دون القيام بثورة في الفلسفات التي تتفق مع ما يقع تحت حسنا مباشرة من ظواهر.
فكيف يمكن إذن أن تتردد الفلسفة - كما يحدث في العصور الفلسفية الكبرى - في العودة إلى دراسة العلوم؟ أيرجع ذلك إلى أن العلم قد أصبح أكثر صعوبة؟ ولكن متى كانت الصعوبة عائقا في وجه الفلسفة؟ الأمر الذي لا شك فيه، على أية حال، هو أن هذا التقدم الرائع للتفكير النظري والعملي، لا يسمح للمرء بأن يقر بصحة الانتقادات التي توجه دون انقطاع إلى «قيمة العلم» منذ مستهل هذا القرن، فكيف يجوز لأحد أن يتحدث عن «إخفاق العلم» - مثلما «فعل فردينان برونتيير
F. Brunertiere » - إذا كان العلم يساهم بنصيب في رفاهية البشر، ولا يقتصر على ذلك؛ بل يلقي على حياتنا ضوءا روحيا ساطعا (وهذا هو الأهم من وجهة نظر الفيلسوف)؟ لقد كان هذا أيضا هو الباعث لنا على ألا نلح في هذا الفصل على تأكيد مظاهر التقدم المادي والعملي للعلم - مع أنها واضحة كل الوضوح - بقدر إلحاحنا على تأكيد الأفكار النظرية التي تقلب دعائم المعرفة رأسا على عقب.
فإذ كنا نعترف بأن الإنسان كائن مفكر. ألن يكون توسيعه لتفكيره على نطاق هائل هو الذي يجعله واعيا، لا بطبيعته فحسب؛ بل بأنه رسالة رفيعة؟
الفصل الثاني عشر
Bog aan la aqoon