242

Mantiq Wa Falsafat Culum

المنطق وفلسفة العلوم

Noocyada

9

إلى أن الطاقة التي تتدخل لربط النويات معا في نواة، يمكن أن تتجاوز كتلة النوية، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تعديل نظرتنا إلى النويات من حيث هي أشياء صغيرة لا يمكن تحطيمها.

وتلك ملاحظة يجب أن تلفت انتباه الفيلسوف؛ فهنا نرى مثلا عمليا للتعادل العميق بين الطاقة والكتلة - في مستوى الوجود ذاته - وهو التعادل الذي كان إحدى النتائج الانقلابية الكبرى لنظرية النسبية عند أينشتين.

ولقد سبق الاعتراف بهذا التعادل في مستوى الجسيمات الخفيفة (مثل الإلكترونات الموجبة والسالبة) وهناك ظواهر معينة تفسر بأنها تجسيم للفوتون (حبيبة الطاقة) في جسمين لهما شحنتان متضادتان وظواهر أخرى تفسر بأنها انتفاء صفة الجسمية عن «زوج» من الجسيمات. وتوحي ملاحظة جاموف بوجود الجسمية وانتفائها في مستوى الجسيمات الأكثر ثقلا.

على أن هذه الملاحظات تؤدي بنا إلى الدخول في مجال العلم الذي ما زال يتكون، ولا زلنا إلى اليوم نفتقر إلى نظرة تركيبية إلى مجموع النوايات الذرية. ومن هنا كان هيسينسكي

Haissinsky

على حق حين ختم محاضرته التي أشرنا إليها من قبل، بقوله: إن النواة تنتظر لنفسها «مندليف آخر». •••

ومن الجلي أن مثل هذه التغيرات العميقة في المفاهيم التي يبنى عليها التفكير العلمي، تقتضي فحصا جديدا للمثل الأعلى الذي يوجه الروح العلمية، وتأكيدا جديدا «لقيم» الفكر النظري والتجريبي.

فالروح العلمية، في صورتها الحديثة، لا يسعها أن تكتفي بتتبع نموها عبر العصور فقط فلقد رأينا التفكير القائم على منهج البديهيات قادرا على الإكثار من نقط البداية، أعني قادرا، بعبارة أخرى على إصلاح أصوله. كما وضعت مذاهب ديالكتيكية تنكر المصادرات التي كانت تبدو ذات بداهة مطلقة، ورأينا كيف تكونت هندسات لا إقليدية لا تقل إحكاما عن الهندسة التقليدية.

وبالمثل يمكن تفسير الميكانيكا النسبية، والميكانيكا التموجية، والميكانيكا الكمية، بأنها كلها مواقف ديالكتيكية تجاه ميكانيكا نيوتن. كل هذه الاتجاهات الديالكتيكية تستدعي بلا شك - كما أوضح بول موي

Bog aan la aqoon