وعن ابن مسعود هو عام في اليهود، وعن حذيفة: أنتم أشبه الأمم سمتا ببني إسرائيل، لتركبن حذوهم النعل بالنعل، والقذة بالقذه، غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا؟ انتهى، والقذة ريشة السهم.
وفي (فتح القدير) عن حذيفة: نعم الأخوة لكم بني إسرائيل، إذ كان لكم كل حلو ولهم كل مر، كلا والله لتسلكن طريقهم قد الشراك.
وأخرج ابن المنذر نحو ذلك عن ابن عباس.. إلى أن قال: هم الكافرون، هم الظالمون، هم الفاسقون، قال: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق.
وأخرج سعيد بن منصور، وأبو الشيخ، وابن مردويه، عن ابن عباس قال: إنما أنزل الله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون }[المائدة :44] والظالمون، والفاسقون، في اليهود خاصة انتهى.
وذكر أبو حيان بعد قول ه: {فأولئك هم الكافرون} [المائدة:44] قال: ذكر الكفر هنا مناسب، لأنه جاء عقب قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا }[المائدة:44] وهذا كفر فناسبه ذكر الكفر هنا، وفيما بعدها قال: ذكر الظلم هنا مناسب لأنه جاء عقب أشياء مخصوصة من أمر القتل والجرح، فناسب ذكر الظلم المنافي للقصاص، وعدم التسوية فيه وفيما بعدها، قال: ذكر الفسق هنا مناسب، لأنه خروج عن أمر الله، إذ مقدمة قوله: {وليحكم أهل الإنجيل ..} [المائدة:47] وهو أمر كما قال تعالى: {فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه} [الكهف:50] أي خرج عن طاعته. انتهى.
Bogga 104