428

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[175] وقد يعرض الغلط في الشفيف أيضا من أجل فرط الشفيف. وذلك أن المبصر المشف النقي البياض، إذا كان وراءه جسم آخر مشف وكان الثاني ضعيف الشفيف وكان مع ذلك ذا لون قوي مشرق، وكان الجسم الثاني ملتصقا بالجسم الأول، فإن البصر يدرك الجسمين اللذين بهذه الصفة كأنهما جسم واحد، ويدرك الجسم الأول متلونا بلون الجسم الثاني، ويدرك شفيف الجسم الأول كمثل شفيف الجسم الثاني إذا كان ملتصقا به. وهذا المعنى يوجد كثبرا في الزجاج المطبق بعضه على بعض، وفي الفصوص المتخذة من الزجاج المطبق بعضها على بعض، إذا كان أحدها متلونا والأخر نقي البياض. وذلك لأن الجسم الأول إذا كان شديد الشفيف، وكان الثاني ضعيف الشفيف، وكان مع ذلك متلونا بلون قوي، فإن البصر يدرك الثاني ولا يحس بالأول لفرط شفيفه، وتظهر جملة الجسمين كأنما جسم واحد. وقد يكون الجسمان جميعا أبيضين متساويي الشفيف، وجعل فما بيينهما صبع، ويطبق أحدهما على الأخر، فيظهران جميعا متلونين بذلك الصبع، ومع ذلك يظهر شفيفهما أقل من شفيفهما الحقيقي. وإذا أدرك البصر شفيف الجسم المشف أقل من شفيفه الحقيقي فهو غالط في شفيفه.

[176] وقد يعرض الغلط في الكثافة أيضا على هذا الوجه. وذلك إذا كان الجسم الأول المشف نقي البياض شديد الشفيف، وكان الجسم الذي وراءه كثيفا متلونا، وكان الثاني ملتصقا بالأول، فإن البصر يدرك الأول المشف كثيفا إذا لم يكن قد تقدم علم الناظر بشفيفه. وجميع الأواني المشفة إذا كان فيها جسم متلون كثيف أو شراب قوي اللون، ولم يكن الضوء يظهر من وراها ولم يظهر شفيف الشراب الذي فيها، فإن البصر لا يحس بشفيف تلك الأواني. فإذا لم يتقدم علم الناظر بشفيف تلك الأنية، ولم يدرك البصر الفصل من تلك الأنية عن الشراب الذي فيها، فإنه ربما ظنها كثيفة، وذلك إنما هو لفرط شفيف الأنية ولقوة اللون الذي يظهر من ورائها. فإذا لم يتقدم علم الناظر بشفيف تلك الأواني فإنه ربما ظن أن ذلك اللون هو لون الأنية وأنا كثيفة. وإذا ظن البصر بالجسم المشف أنه كثيف فهو غالط في كثافته.

[177] والغلط في الشفيف وفي الكثافة هو غلط في القياس لأنها يدركان بالقياس. وعلة هذين الغلطين هو شدة الشفيف الذي في الجسم الأول.لأن الجسم الأول إذا كان فيه كافة قوية وكان فيه شفيف يسير، وكان وراءه جسم آخر مشف، فليس يشتبه على البصر شفيفه ومقدار شفيفة، إذا كان الجسم الذي وراءه ذا لون مشرق قوي وكان الجسم الأول بيض نقي البياض وكانت المعاني الباقية التي فيهما في عرض الاعتدال.

.يد.

Bogga 491