[173] وقد يعرض الغلط في الخشونة والملاسة أيضا من أجل شدة الشفيف. وذلك أن المبصر إذا كان في غاية الشفيف، وكان وراءه ضوء قوي، وكان البصر يدرك ذلك المبصر ويدرك الضوء القوي الذي يظهر من ورائه، وكان في سطح ذلك المبصر خشونة، فإن البصر لا يدرك الخشونة التي تكون في سطحه. وكذلك إن كان سطحه أملس فإن البصرلا يدرك ملاسته. وإن كان سطح ذلك المبصر أملس، وكان الضوء الذي يظهر من ورائه مختلف الصورة، وذلك بأن يكون جسم قائم على جسم مختلف الألوان وأجزاؤه المختلفة الألون صغارا، ويكون ذلك الجسم خشنا خشونة ظاهرة أعني الجسم الذي عليه الضوء، فإن البصر ربما ظن بالمبصرالذي على هذه الصفة أن سطحه خشن، ولا تكون فيه خشونة. وإذا ظن به أنه خشن السطح، ولم تكن فيه خشونة، فهو غالط فيما يظنه من خشونته. وإذا كان سطح المبصر خشنا، ولم يحس بخشونته لقوة الضوء الذي يظهر من ورائه، فإنه يظنه أملس. وإذا ظن البصر بالجسم الخشن أنه أملس فهو غالط في ملاسته.
[174] والغلط في الخشونة وفي الملاسة هو غلط في القياس لأن الخشونة والملاسة يدركان بالقياس. وعلة هذا الغلط هو خروج كثافة المبصر عن عرض الاعتدال، لأن المبصر الكثيف والذي فيه كثافة قوية، إذا كان فيه خشونة أو كان فيه ملاسة، فإن البصر يدرك خشونة الخشن وملاسة الأملس إذا كانت المعاني الباقية التي في ذلك المبصر في عرض الاعتدال.
.يب. .يج.
Bogga 490