245

Buugga Aragtiyaha

كتاب المناظر

Noocyada

[195] فأما الشفيف فإن البصر يدركه بالاستدلال من إدراكه لما وراء الجسم المشف. وليس يدرك البصر شفيف الجسم المشف إلا ذا كان فيه بعض الكثافة وكان شفيفه أغلظ من شفيف الهواء المتوسط بينه وبين البصر. فأما إذا كان في غاية الشفيف فليس يدرك البصر شفيفه ولا يحس به، وإنما يدرك ما وراءه فقط. وإذا كان فيه بعض الكثافة أدركه البصر بما فيه من الكثافة، وأدرك شفيفه من إدراكه لما وراءه. فإن الجسم المشف إذا كان وراءه ضوء أو جسم متلون مضي ء فإنه يظهر من وراء الجسم المشف ويحس به البصر. وليس يحس البصر بشفيف الجسم، إذا أحس بما وراءه، إلا إذا أحس أن الضوء واللون الذي يدركه من وراء الجسم المشف هو ضوء أو لون من وراء الجسم المشف وليس هو لون الجسم نفسه ولا ضوءه. فإن لم يحس بأن الضوء الذي يدركه من وراء الجسم المشف أو اللون هو من وراء الجسم المشف فليس يحس بشفيف الجسم المشف. وإن لم يكن وراء الجسم المشف ضوء ولا جسم مضيء، ولا عن جوانبه، ولم يظهر من وراه ولا من جهة من جهاته شي ء من الضوء أو اللون، فليس يحس البصر بشفيف ذلك الجسم. وذلك يكون إذا كان الجسم المشف ملتصقا بجسم من الأجسام الكثيفة، وكان الجسم الكثيف مشتملا عليه أو مسامتا له من جميع جهاته، وكان الجسم الكثيف ذا لون مظلم فليس يحس البصر بشفيف الجسم الذي بهذه الصفة.

[196] وكذلك إذا كان وراء الجسم المشف مكان مظلم ولم يظهر من ورائه شي ء من الضوء، فإن كان الجسم الكثيف الذي من وراء الجسم المشف ذا لون مسفر، وكان الضوء الذي في الجسم المشف يصل إلى الجسم الكثيف ويظهر للبصر لون ذلك الجسم الكثيف، فإن البصر يدرك شفيف الجسم المشف الذي بهذه الصفة إذا أحس بأن اللون الذي يدركه من ورائه هو لون جسم غيره وليس هو لونه. فإذا أحس بأن اللون الذي يدركه من ورائه هو لون جسم من وراء الجسم المشف، فقد أحس بشفيف الجسم المشف. وكذلك ذا كان الجسم المشف ضعيف الشفيف وكان الجسم الذي وراءه والأجسام التي حوله ضعيفة الضوء، فليس يدرك البصر شفيفه إلا إذا استشفه وقابل به ضوءا قويا، فإذا أحس بالضوء من ورائه أدرك شفيفه. فعلى هذه الصفات يدرك البصر شفيف الأجسام المشفة.

<إدراك الكثافة>

Bogga 306