- رضي الله عنه - أنه قال: يعني (ومن كفر)، من اليهود والنصارى، وذلك أنهم لا يرون الحج إلى مكة فرضا واجبا عليهم، وقيل: ومن كفر بالبيت (1)، وقيل: ومن كفر بالآيات البين-ات (2)، وعن السدي(3) قال: أما من كفر، فهو من وجد ما يحج به، ثم لم يحج حتى مات(4)، وقال - عزوجل - لإبراهيم - عليه السلام -: { وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا } (5)، وإن لم يكن فيها دليل قاطع، لكن قد أمرنا بإتباع إبراهيم - عليه السلام - ، وروي عن الحسن البصري(6)
__________
(1) روي هذا عن عطاء.
(2) قال بذلك ابن زيد.
(3) إسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة السدي، الإمام المفسر، أبو محمد الحجازي ثم الكوفي، من شيوخه: أنس بن مالك، وابن عباس، وأبي عبدالرحمن السلمي وعدد كثير، ومن تلاميذه: شعبة، وسفيان الثوري، وأبو بكر بن عياش وغيرهم، قال النسائي: صالح الحديث، وقال القطان: لابأس به، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال أبو زرعة: لين، مات في سنة 127ه، ينظر: المزي، (تهذيب الكمال)3/132-138، والذهبي، (سير أعلام النبلاء)، 5/264- 265، وابن حجر، (تهذيب التهذيب)1/273-274.
(4) وذكر قولا آخر، وهو أن لا يكون معتقدا في حجه، أن له الأجر عليه، ولا أن عليه بتركه إثما، روي عن ابن عباس، ومجاهد، ينظر: تفسير هذه الآية في: الطبري، (جامع البيان تأويل آي القرآن )، 4/19-21، القرطبي، (الجامع لأحكام القرآن)، 4/135-154، أطفيش، (تيسير التفسير)، 2/130.
(5) سورة الحج، الآية 27.
(6) الحسن بن أبي الحسن يسار، أبو سعيد، مولى زيد بن ثابت، ولد في خلافة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من شيوخه: جابر، وابن عباس، وأنس وغيرهم، ومن تلاميذه: أيوب السخستياني، وعوف الأعرابي، وجرير بن حازم وغيرهم، قال ابن سعد: كان الحسن ~، جامعا، عالما، ثقة، حجة، مأمونا، عابدا، ناسكا، كثير العلم، فصيحا، توفي - ~ سنة .110ه، ينظر: ابن سعد، (الطبقات الكبرى)، 7/156-78، والمزي (تهذيب الكمال)، 6/95-126، والذهبي، (سير أعلام النبلاء)، 4/563-588.
Bogga 16