قال فؤاد: ستعلمه بعد، ولي عندك سؤال آخر أرجوك أن تجاوبني عليه: أليس وجود ستة أصابع في القدم بدلا من خمسة عيبا شرعيا في المرأة أم لا؟
قال همام مندهشا: لم أسمع بمثل ذلك في الغابرين، وتلك فلتة من فلتات الطبيعة، وعلى كل حال فخير من نقصان الأصابع زيادتها، وقد قيل: زيادة الخير خير.
قالت سيدة: إن صدق ما تقوله يا فؤاد، فلا بد أن تكون قد علمته من إحدى البنات رفيقات سعدى في المدرسة.
فقال همام: العياذ بالله من النساء، كيف يبغضن البغض الشديد، فلا يخفين من الأسرار سرا ولا يسترن عيبا، فدأبهن القدح والقذف والوقيعة لطبيعة الغيرة والحسد فيهن، على أن أسألك يا أختي: كيف أدركت أن الفتنة صادرة من رفيقة لسعدى في المدرسة؟
قالت: عرفت ذلك بطبيعة جنسنا، وعلمت أن الضرر لا يأتي إلا من الأصحاب والمعارف كما قال الشاعر:
وما زلت مذ خط السواد بعارضي
أفتش في هذا الزمان وأكشف
فما ضرني إلا الذين عرفتهم
جزى الله خيرا كل من لست أعرف
قال همام: أخبرنا يا فؤاد عن ناقل هذه الأخبار إليك، فهو لا بد أن يكون عدوا لسعدى مبينا.
Bog aan la aqoon