============================================================
483 العلم والدليل - ثم يقال هب ان المعتمر اخذصلاته عن ابيه وابوه عن انس وانس عن النبى صلى الله عليه وسلم فهذا محمل ومحتمل اذ ليس يمكن ان يثبت كل حكم جزنى من أحكام الصلاة بمثل هذا الاسناد المجمل لانه من المعلوم ان مع طول الزمان وتعدد الاسناد لا تضبط الجزئيات في افعال كثيرة متفرقة حق الضبعط الا بقل مفصل لا بحمل والا فن المعلوم ان مثل منصور بن المعتعر وحماد بن أبى سليمان والاعمش وغيرهم اخذوا صلاتهم عن ابراهيم النختى وذويه وابراهيم اخذها عن علقمة والاسود ونحوهما وهم اخذوها عن ابن مسعود وابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم - وهذا الاسناد أجل رجالا من ذلك الاسناد وهؤلا، اخذالصلاة عنهم أبو حنيفة والثوري وابن أبى ليلى وأمثالهم من فقباء الكوفة فهل يجوزان يجمل نفس صلاة هؤلاء هى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاسناد حتى في موارد النزاع فان جاز هذا كان هؤلاء لا يجهرون ولا يرفعون ايديهم الا فى تكبيرة الافتاح ويسفرون بالفجر وأنواع ذلك مما عليه الكوفيون - ونظير هذه احتجاج بعضهم على الجمر بان أهل مكة من صحاب ابن جريج كانوا يجهرون وانهم أخذوا صلاتهم عن ابن جريج وهو آخذها عن عطاء وعطاء عن ابن الربير وابن الزبير عن ابى بكر الصديق وأبو بكر عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا ريب ان الشافعى رضى الله عنه أول ما أخذ الفقه في هذه للمسألة وغيرها عن أصحاب ابن جريج كسعيد بن سالم القداح ومسلم بن خالد الزنجي لكن مثل هذه الاسانيد المجملة لا يتبت بها أحكام مفصلة تنازع الناس فيها ولئن جاز ذلك ليكونن مالك ارجح من هؤلاء فانه لا يستريب عاقل ان الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين كانوا بالمدينة اجل قدرا وأعلم بالسنة وأتبع لها ممن كان بالكوفة ومكة والبصرة - وقد احتج أصحاب مالك على ترك الجهر بالعمل المستعر بالمدينة فقالوا هذا المحراب الذى كان يصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أبو بكرثم عمر ثم عثمان ثم الأيمة وهلم جرا ونقلهم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقل متواتر كاهم شهدوا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلاة خلفائه وكانوا اشد محافظة على السنة واشد انكارا على من خالفها من غيرهم فيمتنع ان يغيروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا العمل يقترن به عمل الخلفاء كلهم من بني أمية وبني العباس فانهم كلهم لم يكونوا يجهرون وليس الجميع هؤلاء غرض بالإطباق على تغبير السنة في مثل هذا ولا يمكن ان الأثمة كلهم
Bogga 103