193

Majmuc Rasail

مجموع رسائل الحافظ ابن عبد الهادي

Baare

أبو عبد الله حسين بن عكاشة

Daabacaha

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

Goobta Daabacaadda

القاهرة - جمهورية مصر العربية

Noocyada

وقال في أثناء كلامه: فلولا أن الكسوف والخسوف قد يكونان سببا تلفٍ (١) وعذابٍ لم يصح التخويف بهما، وكذلك سائر الآيات المخوفة: كالريح الشديدة، والزلزلة، وسائر الكواكب، وغير ذلك؛ ولهذا يُسمي العلماء الصلاة المشروعة ﴿عند﴾ (٢) ذلك صلاة الآيات، وفي صلاة قد صلاها النبي ﷺ بركوعين طويلين وسجودين طويلين (٣)، ولم يُصَلِّ قط صلاة في جماعة أطول من صلاة الكسوف، ويُصلى أيضًا عند بعض العلماء -وهو المنصوص عن أحمد ﴿عند﴾ (٤) الزلزلة، ويُصلى أيضًا عند محققي أصحابه لجميع الآيات، كما دل على ذلك السنن والآثار، وهذه صلاة ﴿رهبةٍ﴾ (٥) وخوف كما أن صلاة الاستسقاء صلاة ﴿رغبةِ ورجاءٍ، وقد أمر الله عباده أن يدعوه﴾ (٦) خوفًا وطمعًا. ثم قال الشيخ -رحمه الله تعالى-: لما ذكر ما حرم عليهم ذكر ما أحل لهم (ق ٢٠ - أ) ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ﴾ (٧) فأمر بالأكل مما أمسكن علينا (٨) الجوارح (٩) التي علمنا مكلبين،

(١) غير واضحة في "الأصل" ولعلها كما أثبته، والله أعلم. (٢) ليست في "الأصل". (٣) رواه البخاري (٢/ ٦١٥ رقم ١٠٤٤) ومسلم (٢/ ٦١٨ - ٦٢٠ رقم ٩٠١) عن أم المؤمنين عائشة ﵂. وفي الباب عن عدة من الصحابة ﵃ أجمعين. (٤) ليست في "الأصل". (٥) تحرفت في "الأصل" والمثبت من "م". (٦) سقطت من "الأصل" وأثبتها من "م". (٧) سورة المائدة، الآية: ٤. (٨) في "الأصل": عليه. (٩) "أمسكن علينا الجوارح" على لغة "أكلوني البراغيث".

1 / 202