Majmac Fawaid
مجمع الفوائد
Noocyada
[بعض من تخبطات صاحب الرسالة، وجواب المؤلف أيده الله تعالى عليه]
قال: والذي شرعه الرسول عند زيارة القبور إنما هو تذكر الآخرة والإحسان إلى المزور بالدعاء والترحم عليه والاستغفار وسؤال العافية فيكون الزائر محسنا إلى نفسه وإلى الميت قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلما كان ليلتها يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: ((السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ماتوعدون غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)) رواه مسلم وفي صحيحه عنها أيضا: ((إن جبريل أتاه فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم. قالت: قلت: كيف أقول لهم يارسول الله؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون..)) الخ ما أورده في الزيارة والدعاء عندها والاستغفار.
الجواب: هذا مناقض لما ذكرت سابقا من منع الدعاء عندها، وجعل معظمها بذلك مناقضا لما أمر به الرسول محادا لما جاء به، فأنت الآن تستدل بالسنة وفعل السلف على شرعية الدعاء وتخصيص ذلك الموضع بفعله فيه وفي قول عائشة: كلما كان ليلتها يخرج.. الخ، دليل على تكرر ذلك من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتأكيده لديه فقد كفيتنا بذلك البحث مؤونة الرد عليك ورددت على نفسك بما حررته بيديك وما أحسن قوله:
يصيب وما يدري، ويخطي وما درى .... وليس يكون الجهل إلا كذلك
...وقد عدت فنقضت ما أبرمت، ونكثت ما أحكمت، بقولك فيما سيأتي: ومحال أن يكون الدعاء عندهم مشروعا وعملا صالحا، وهذا لا ينبغي أن يصدر مثله عن ناظر، ولا شك أن الهوى يصم الأسماع، ويعمي الأبصار ((ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)) [الإسراء:72].
Bogga 87