الجواب: لايتوجه كلامه هنا أصلا لأنه في الآيات من قصر الصفة على الموصوف لامن قصر الموصوف على الصفة كما يعرف ذلك أهل المعرفة، فإذا قصرت الصفة على موصوفها فلايقتضى أن لايكون موصوف بغيرها وهذا بين.
وقوله: فلم تتم دلالة تلك الآية على المدعى.. الخ.
الجواب: قد بينا وجه دلالتها آنفا على ترك المقبحات، ويأتي هنا مثله، وهو أنها من حيث كونها دالة على بعض الأركان تكون دالة على البعض الآخر، إذ لافصل بينها، ثم إنه لا يلزم من كونها غير دالة على الكل بطلان دلالتها مع غيرها عليه، وإنما كلامه هذا لو صح يتوجه على نفس العبارة لا غير، فليس له طريق إلى مايروم، ولا مستروح حول مايحوم، فكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم شاهدان ناطقان، بأن الإيمان: التصديق بالجنان، والقول باللسان، والعمل بالأركان، قال عز وجل: ((قد أفلح المؤمنون (1) الذين هم في صلاتهم خاشعون (2) والذين هم عن اللغو معرضون)) [المؤمنون:1-3] إلى قوله: ((أولئك هم الوارثون (10) الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)) فأوضح المؤمنين بصفاتهم، وقصر إرث الجنة عليهم، وقال تعالى: ((إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)) [الحجرات:15].
ومما رواه المنصور بالله عن الإمام علي بن موسى الرضا عن آبائه صلوات الله عليهم : ((الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان))، وغير ذلك مما لا يحصى قد ملئت به الأسفار، ودونته الأئمة الأطهار.
وأما الخطاب في ((منكم))(1)[4])، فبطلان المتمسك به أوضح من أن يحتاج إلى بيان.
Bogga 39