98

============================================================

وقد دل على ذلك آيات ، أصرح ما فيها : قوله تعالى : ( ثم قست قلويكم منا بعد ذالك فهي كالجارة أز أشد قسوة وان من الحبارة لما يتفجر منه الأنهر وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماله ولن منها لما يهيط من خشية الله وما الله يطلفل عما تعملون ومنها : قوله تعالى : لو أنزلنا هذا القرهان عل جبل لرأيته خلشعا متصدعا من حشية الله وتللك الأمشل نضربها للناس لعلهة ينفكروب) ومنها : قوله تعالى : ({ إنا عرضنا الأمانة على التموات والأرض والجبال فأبترب أن يحملنها والشفقن منها وحملها الانسن انه كان ظلوما جهولا} واذكر يوما ترجف فيه الأرض والجبال ، وكانت الجبال كثيبا مهيلا(1)، ويوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، ويوم يسأل الصادقين عن صدقهم ؛ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وأمثاله.

فبالله انظر لنفسك كيف يكون الحال إذ ذاك، إذا كان الصادقون يسألهم عن صدقهم؟1 واذكر : أن بين أيدينا أهوالا أفزعت الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام .

وثالثها : هو ما أرجوه من جزيل الثواب ، وأدخره عدة ليوم الحساب ؛ لعل الله عز وجل أن ينظر إلي نظر رحمة ، فيعاملني بما هو أهله، فإنه أهل التقوى، وأهل المغفرة ، وولي الخيرات في الدنيا والأخرة، التي عرفناها برسوله الصادق الأمين محمد سيد الأولين والاخرين صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين .

وقد قال سبحانه وتعالى : { أمن يجيب المضطر لذادعا؟) والله أسأل أن يحشرني في زمرتهم، وأن يفيض علي من عرفانهم وبركتهم، وأن ينفع بهذا الكتاب، ولا يجعله حجة علي في يوم الحساب ، إنه قريب مجيب ثم اعلم : أنه لا سبيل إلى الإحاطة بأسماء أولياء الله العارفين ، ولا إلى استقصاء جميع أوصافهم علين سبيل التفصيل وقددل على المقام الأول(2) : ما رؤيناه في " الصحيحين" وغيرهما : (1) يأ مهيلا : مصبوبا سائلا لا يتماسك: (2) أراد المؤلف - والله أعلم- بالمقام الأول : عدم الإحاطة بأسماء الأولياء .

Bogga 98