غير ضبط) شجر البق (ا. س) فمن أين هذه الأسماء كلها؟
قلنا أما لسان العصفور فهو اسم الثمر لا اسم الشجر. فكان يجب أن يقال شجرة لسان العصفور. والعصفور هنا أيضًا غير صحيح بل يجب أن يقال: العصافير لأن هذا الثمر لا يشبه لسان عصفور واحد بل لسان جميع أنواع الطيور الصغيرة التي يشملها اسم العصافير.
أما شجر الدردار فغر صحيح أيضًا. والصواب حذف الشجر ليبقى الدردار وحده لأن معنى هذا الاسم شجرة البق والدردار في غير موطنه هنا فهو المسمى بالفرنسية (ارم) إلا أن يقال أن هذا الاسم هنا بالمعنى المغربي كما نبه عليه ابن البيطار. وكما أسلفنا الكلام عليه. وكما ذكره شوينفرت. وشجرة البق والبوقيصا كلها بمعنى الأرم ويغلط غلطًا عظيمًا من يقول بخلاف ذلك. أما الدَّيش وقد ضبطها بفتح الدال. فلا معنى لها وكذلك البوادق التي لم يضبطها. والصواب أن هاتين الكلمتين مقطوعتان من التركية ديش بوادق اغاجي وليس لها شيء من العربية. - والترك ضبطوا الدش بكسر الدال. ومعناه حرف بحرف: السن ومعني بوادق عندهم - وهي بضم فسكون - غصن وفنن. فأين هاتان اللفظتان من العربية؟ - وأطن أن حضرة البك بقل ذلك عن بادجر الذي وضع بإزاء شجرة لسان العصافير - بوادق - ديش فنقلها على ما رآها. - وأين وجدها بادجر؟ وجدها بمعجم بقطر الفرنسي العربي بإزاء كلمة - ومين أين جاء بها بقطر! سمعها من مماليك مصر حينما كان ترجمانًا في الجيش الفرنسي وكان أغلب ألفاظهم يومئذ مستعارة من التركية. ولما كان بقطر يجهل التركية فاعتبر (ديش بوادق اغاجي) ثلاث كلمات. نبذ اللفظة الأخيرة الصريحة تركيتها، وتمسك بالاثنتين الأوليين فتناقلها جميع من أخذ عنه من إفرنج وانكليز وعرب. وهذه هي الطامة الكبرى.
وقول شرف بك: شجر البق (ا. س) أي عن ابن سينا فهو مذكور في كتب من تقدمه فلا معنى لتقديمه على من سبقه من علماء النبات. وكان يجب أن يقال شجر البق بالإفراد لا بالجمع، لأن الكلمة الانكليزية مفردة. - وكذلك كان يجب أن يقال: مرانة لأمران. - وبوقيصا هي شجرة البق أي (الأرم) لا المرانة. فلم تسلم كلمة واحدة من النقد من جميع الألفاظ التي أوردها صديقنا شرف بك.
1 / 32