دردار أو دردارا. لكن ما الذي دفع ابن البيطار إلى ركوبه مطية الوهم، بعد أن حذر الناس من امتطائها فهذا ما نريد أن نبينه للقراء.
٣. شجرة لسان العصافير أو المرَّان
الذي ساق ابن بيطار إلى خلط شجرة بشجرة هو أن الدردار في ديار الشرق من الناطقين بالضاد: شجرة البق أو البوقيصا، أما في ديار الأندلس، وديار الغرب فمناها شجرة لسان العصافير، وقد تأثر ابن البيطار في وهمه هذا كل من نقل عنه. واسم الشجرة نفسها المرّان (وزان رمان). قال ابن البيطار في هذه المادة: مران ديسقوريدوس في: أماليا هو شجرة معروفها ورقها، إذا شربت عصارتها بشراب أو تضمد بها نفعت من نهشة الأفعى. . . إلى آخر ما قال. فماليا اليونانية هي شجرة لسان العصافير وبالفرنسية وبالانكليزية - وبلسان العلم -
ومثل اختلاف معنى الكلمة الواحدة باختلاف المدن، أو القبائل، كثير في لغتنا. أفليس الحرف الذي ذكرناه قبيل هذا أي البق شاهداَ على ما نقول؟ - فالبق في العراق بمعنى، والبق في مصر بمعنى آخر. وعلى هذه الطريقة جاءت ألفاظ لا تحصى وكل يدعي الحق معه. أما الحقيقة فهي أن الكلمة قد يختلف معناها باختلاف البلاد ولهذا يجب أن ننبه على هذا الأمر من يؤلف في اللغة أن في اللغة العربية، وأن في نقل ألفاظها إلى لغات الأجانب.
وقد ذكر ابن البيطار أن ثمر الدردار بمعنى المران تسمى أيضًا سنبل الكلب. والذي حققناه أن سنبل الكلب هو زهر هذا الشجر لا ثمره. راجع في هذا الموضوع البرهان القاطع في مادة أهر وهو من أسمائه الفارسية. وسمي كذلك لأن تلك الأزهار تبدو على هيئة سنبل أو عنقود، إلا أن ذلك السنبل غير منسق تنسيق سنبل الحنطة ولهذا أضيف إلى الكلب تحقيرًا لشكله. مع أن كل ما جاء في الطبيعة حسن من كل جهة.
٤. نظرة في المعاجم الإفرنجية العربية
جاء في المعجم الانكليزي العربي لمحمد الشريف بك بإزار الكلمة الانكليزية والصواب - شجرة لسان العصافير - ديشَ (بالفتحَ) - بوادق (كذا ومن غير ضبط) وفي مادة لسان العصفور - شجر الدّردار (الجزائر) - بوادق وسماه ابن البيطار المران ولسان العصفور - (ديش المغرب) - بوادق (كذا وهو مكرر ولا خير في تكراره) بوقيصا (من
1 / 31