وههنا سبع سؤالات متعلقة بالنية نظمها الشيخ ولي الدين العراقي فقال:
سبع سؤالات لذي فهم أنت ... تحكي لكل عالم في النية
حقيقة حكم محل زمن ... وشرطها والقصد والكفية
الأول: يقال ما حقيقة النية؟
ويجاب: إن حقيقة النية لغة: انبعاث القلب نحو ما يراه موافقًا لغرض من جلب نفع أو دفع ضر حالًا أو مألًا، والشرع: خصصه بالإرادة المتوجهة نحو الفعل لابتعاء رضا الله تعالى وامتثال حكمه.
والنية في الحديث محمولة على المعنى اللغوي، ليحسن تطبيقه على ما بعده.
وتقسيمه أحوال المهاجر فإنه تفصيل لما أجمل (١) .
_________
(١) قال ابن حجر في الفتح (١/٥٣): والنية في الحديث محمولة على المعنى اللغوي، ليحسن تطبيقه على ما بعده وتقسيمه أحوال المهاجر، فإنه تفصيل لما أجمل، والحديث متروك الظاهر لأن الذوات غير منتفية، إذ التقدير: لا عمل إلا بالنية، فليس المراد نفي ذات العمل لأنه قد يوجد بغير نية، بل المراد نفي أحكامها كالصحة والكمال، لكن الحمل على نفي الصحة أولى لأنه أشبه بنفي الشيء نفسه، ولأن اللفظ دل على نفي الذات بالتصريح، وعلى نفي الصفات بالتبع، فلما منع الدليل نفي الذات بقيت دلالته على نفي الصفات مستمرة.
وقال شيخنا شيخ الإسلام: الأحسن تقدير ما يقتضي أن الأعمال تتبع النية، لقوله في الحديث: «فمن كانت هجرته ...» إلى آخره. وعلي هذا يقدر المحذوف كونًا مطلقًا من اسم فاعل أو فعل. ثم لفظ العمل يتناول فعل الجوارح حتى اللسان فتدخل الأقوال.
1 / 117