قال النووي (١): اختلف في المراد «بمحدثون» فقيل معناه: ملهمون، وقيل: معناه مصيبون إذا ظنوا، وقيل: تكلمهم الملائكة ويؤيده أنه جاء في روايته عن رسول الله ﷺ خمسمائه حديث وتسعة وثلاثون حديثًا اتفق البخاري ومسلم على ستة وعشرين منها، وانفرد البخاري بأربعة وثلاثين، ومسلم بإحدى وعشرين، أخرج حديثه أصحاب الكتب الستة وغيرهم، وروى عنه نحو خمسين صحابيًا منهم عثمان، وعلي، وطلحة، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف وخلائق من التابعين.
ولي الخلافة عشر سنين وخمسة أشهر أو ستة أشهر قولان، واستشهد يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة.
واختلف في عمره على ثمانية أقوال ذكرها ابن الملقن في شرح هذا الصحيح وقال: الصحيح أنه مات ابن ثلاث وستين كسن رسول الله ﷺ، وأبي بكر الصديق ﵁، طلب من الله تعالى في آخر عمره فاستجاب له، فقد قال سعيد بن المسبب قال عمر: اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي، فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط، وكان دعاؤه في أيام التشريق، فما انسلخ ذو الحجة حتى طعن.
طعنة أبو لؤلوة طعنة أبو لؤلؤة عبد المغيرة بن شعبة نصراني، وقيل: مجوسي، وسبب طعنه لعمر ﵁ أن المغيرة سيده كان يستغله أي: يأخذ منه كل يومًا أربعة دراهم، وكان يثقل على العبد أن يزن كل يوم أربعة دراهم، فجاء إلى عمر يشكو سيده، وقال يا أمير المؤمنين: إن المغيرة قد أثقل علىَّ غلتي فكلمه يخفف عني، فقال له عمر: اتق الله وأحسن إلى مولاك، فغضب العبد وقال: وسع الناس كلهم عدله غيري، وأضمر على قتله واصطنع خنجرًا له رأسان، وقيل: سكينا ذا طرفين وسمهما، ثم جاء إلى عمر ﵁ وهو في صلاة الصبح وطعنه ثلاث طعنات فقال: قتلني أو أكلني الكلب، وطعن معه ثلاثة عشر رجلًا مات منهم تسعة، وقيل: سبعة، فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسًا، فلما ظن أنه مأخوذ نحر نفسه فصار إلى لعنة الله وغضبه قال عمر ﵁: قاتله الله لقد أمرته بمعروف، ثم قال: الحمد لله الذي لم يجعل منيتي على يد رجل يدعي الإسلام، ثم حمل عمر ﵁ إلى منزله، وبقي ثلاثة أيام، وقيل: سبعة ومات ﵁.
_________
(١) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم (١٥/١٦٦) .
1 / 100