ميتًا.
لطيفه: سبب مجيىء أولاد حام سود أن نوحًا أمر أن لا يقرب ذكرًا أنثى ما دام في السفينة، فأصاب حام امرأته في السفينة، فدعا الله نوح أن يغير نطفته، فجاء بالسودان.
وقوله «والنبيين» قريء بالهمز وتركه، وهو جمع نبي، و«النبيء» بالهمز مأخوذ من النبأ بمعنى الخبر، لأنه مخبر عن الله، وبلا همز وهو الأكثر، فقيل: إنه مخفف المهموز أي: قلبت الهمز ياء، وأدغمت الياء في الياء.
وقيل: إنه أصل مأخوذ من النبوة بمعنى الرفعة، لأنه مرفوع الرتبة عند الله على سائر الخلق.
قال العلماء: وأول الأنبياء آدم ﵇ وآخرهم محمد ﷺ فقد نطق القرآن والحديث بأنه خاتم النبيين قال تعالى ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [الأحزاب: ٤٠] .
وعن العرياض بن سارية عن النبي ﷺ قال: «إني عند الله لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في طنيته» رواه أحمد والبيهقي والحاكم وقال صحيح الإسناد (١) .
وقوله «لمنجدل» يعني طريحًا ملقى على الأرض قبل نفخ الروح فيه.
لطيفه: ذكر ابن الجوزي (٢) في مولده: أن الله تعالى قال لنور محمد ﷺ من أنا؟ فمن حلاوة الكلمة اهتز العرش فخرج منه قطرات كالمطر المترادف، فكان مائة ألف قطرة، وأربعة وعشرين ألف قطرة، فكل قطرة قطرت منه خلق الله منها نبيًا هذا في البداية مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي يسعون في خدمته، وفي الآخرة يكونون تحت رآيته، يطلبون شفاعته (٣) قال بعضهم:
_________
(١) أخرجه أحمد في مسنده (٤/١٢٧، رقم ١٧١٩٠)، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/١٣٤، رقم ١٣٨٥)، والحاكم في المستدرك (٢/٦٥٦، رقم ٤١٧٥) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد عن العرباض بن سارية.
والحديث أخرجه أيضًا: ابن حبان في صحيحه (١٤/٣١٢، رقم ٦٤٠٤)، والطبراني في مسند الشاميين (٢/٣٤٠، رقم ١٤٥٥)، واأبو نعيم في حلية الأولياء (٦/٩٠)، وابن سعد في الطبقات الكبرى (١/١٤٩)، والبخاري في التاريخ الكبير (٦/٦٨)، وعبد الله بن أحمد في السنة (٢/٣٩٨، رقم ٨٦٥)، والديلمي في مسند الفردوس (١/٧٦، رقم ٢٣٠) .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/٢٢٣): رواه أحمد بأسانيد والبزار والطبراني بنحوه، وأحد أسانيد أحمد رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن سويد وقد وثقه ابن حبان.
(٢) هو: الإمام العلامة الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن القرشي التميمي البكري البغدادي، المعروف: بابن الجوزي له مؤلفات عظيمة يقول الإمام الذهبي: ما علمت أحدًا من العلماء صنف ما صنف هذا الرجل. ولد سنة ٥١٠ هـ بالبصرة وتوفي في ليلة السابع من شهر رمضان سنة ٥٩٧هـ.
(٣) هذا الكلام يحتاج إلى نقل صحيح فالمقام مقام الحديث عن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولم نقف على رواية في ذلك والله تعالى أعلى وأعلم وهو أجل وأحكم.
1 / 86