وعن عائشة مرفوعًا ولم أقف على سنده قال: «لا يرى وجهي ثلاثة أنفس: العاق لوالديه، وتارك سنتي، ومن لم يصل عليّ إذا ذكرت بين يديه» (١) .
ففي الأحاديث المذكورة تحذير من ترك الصلاة عليه ما يذكر، وإخبار بحصول الشقاء، وأن من ترك الصلاة عليه أبخل الناس، ولا دين له، ولا يرى وجهه الكريم ﷺ وأنشد بعضهم فقال:
من لم يصل عليه إن ذكر اسمه ... فهو البخيل وزده وصف جبان
وإذا الفتى صلى عليه مرة ... من سائر الأقطار والبلدان
صلى عليه الله عشرًا فليزد ... عبد ولا يجنح إلى نقصاني
جججج
والشافعي والجمهور أجابوا عن هذه الأحاديث بأنها خرجت مخرج المبالغة في تأكيد ذلك وطلبه، وأن الأمر فيها للندب لا للوجوب، وقالوا: إن الصلاة عليه لكلٍ تستحب في مواضع منها: كلما ذكر، ومنها: عند كتابة اسمه كما تقدم، فقد ورد في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: «من صلى عليّ في كتابه لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام اسمي في ذلك الكتاب» (٢) .
قال ابن العربي (٣) بعده في رواية أخرى: «لم تزل الملائكة تكتب له الحسنات ما دام اسمي في ذلك الكتاب» (٤) .
_________
(١) لم نقف عليه.
(٢) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٢/٢٣٢، رقم ١٨٣٥)، والرافعي في التدوين (٤/١٠٧) عن أبي هريرة.
قال العجلوني في كشف الخفاء (٢/٣٣٨): رواه الطبراني في الأوسط وابن أبي شيبة والمستغفري في الدعوات بسند ضعيف.
قال السيوطي في تدريب الراوي (٢/٧٥): وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا فهو مما يحسن إيراده في هذا المعنى، ولا يلتفت إلى ذكر ابن الجوزي له في الموضوعات، فإن له طرقًا تخرجه عن الوضع وتقتضي أن له أصلًا في الجملة، فأخرجه الطبراني من حديث أبي هريرة، وأبو الشيخ الأصبهاني والديلمي من طريق أخرى عنه، وابن عدي من حديث أبي بكر الصديق، والأصبهاني في ترغيبه من حديث ابن عباس، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان من حديث عائشة.
(٣) ابن العربي هو أبو بكر، أبو بكر بن بن عبد الله بن محمد المعافري الإشبيلي المالكي، من حفاظ الحديث، ومن علماء المالكية، ولد بإشبيلية، ورحل إلى المشرق، وبرع ﵀ في الفقه، والحديث، والأصول، وعلوم القرآن، وبلغ رتبة الاجتهاد في علوم الدين من تصانيفه: شرح على الترمذي، وأحكام القرآن. توفي سنة (٥٤٣هـ) .
انظر: شذرات الذهب (٤/١٤١)، وتذكرة الحفاظ (٤/٨٦) .
(٤) لم نقف على هذه الرواية.
1 / 78