وعن جابر (١) قال: قال رسول الله ﷺ: «حسب العبد من البخل إذا ذكرت عنده أن لا يصلي علي» رواه الديلمي (٢) من طريق الحاكم (٣)
في غير المستدرك (٤) .
وعن قتادة (٥) عن النبي ﷺ: «من الجفاء أن أذكر عند الرجل فلا يصلي عليّ» (٦) .
وفي حديث أنس بن مالك (٧) قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من ذكرت بين يديه ولم يصل عليّ صلاة تامة فليس مني ولا أنا منه» ثم قال: «اللهم صل من وصلني، واقطع من لم يصلني» (٨) .
قال السخاوي: وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: «من لم يصل على فلا دين له» أخرجه محمد بن نصر المروزي (٩) وفي سنده من لم يسم (١٠) .
_________
(١) هو: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري، السلمي، يكنى: أبا عبد الله، وأبا عبد الرحمن، وأبا محمد أقوال أحد المكثرين عن النبي ﷺ، وله ولأبيه صحبة، وكان مع من شهد العقبة، وشهد مع رسول الله ﷺ المشاهد والغزوات كلها عدا بدر، يقال: أنه مات سنة ثلاث وسبعين، ويقال: إنه عاش أربعا وتسعين سنة.
انظر: الإصابة (١/٤٣٤)، وتهذيب التهذيب (٢/٤٠-٤٢)، وتهذيب الكمال (٤/٤٤٣)، وتذكرة الحفاظ (١/٤٣) .
(٢) هو: شهردار بن شيروية بن شهردار الديلمي الهمذاني، أبو منصور: من رجال الحديث، من أهل همذان، يتصل نسبه بالضحاك بن فيروز الديلمي الصحابي، مولده سنة: ٤٨٣هـ، له: مسند الفردوس اختصر به كتاب فردوس الأخيار لوالده، وكانت وفاته سنة: ٥٥٨هـ.
(٣) محمد بن عبد الله بن حمدويه بن نعيم الضبي، الطهماني النيسابوري، الشهير بالحاكم، ويعرف بابن البيع، أبو عبد الله، مولده سنة: ٣٢١هـ، بنيسابور، من أكابر حفاظ الحديث والمصنفين فيه، رحل إلى العراق سنة ٣٤١ هـ، وحج، وجال في بلاد خراسان وما وراء النهر، وأخذ عن نحو ألفي شيخ، وولي قضاء نيسابور سنة ٣٥٩ ثم قلد قضاء جرجان فامتنع، وكان ينفذ في الرسائل إلى ملوك بني بويه، فيحسن السفارة بينهم وبين السامانيين، وهو من أعلم الناس بصحيح الحديث وتمييزه عن سقيمه، صنف كتبًا كثيرة جدًا، قال ابن عساكر: وقع من تصانيفه المسموعة في أيدي الناس ما يبلغ ألفًا وخمسمائة جزء. منها: تاريخ نيسابور، قال فيه السبكي: وهو عندي من أعود التواريخ على الفقهاء بفائدة، ومن نظره عرف تفنن الرجل في العلوم جميعها، والمستدرك على الصحيحين، والاكليل، والمدخل، في أصول الحديث، وتراجم الشيوخ، والصحيح، في الحديث، وفضائل الشافعي، وتسمية من أخرجهم البخاري ومسلم، ومعرفة أصول الحديث وعلومه وكتبه المطبوع باسم: معرفة علوم الحديث. وكانت وفاته بنيسابور سنة: ٤٠٥هـ.
(٤) لم نجده في مسند الفردوس من حديث جابر وفيه عن غيره بلفظ متقارب.
(٥) هو: قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر، الأمير المجاهد، أبو عمر الأنصاري الظفري البدري، من نجباء الصحابة وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه، وهو الذي وقعت عينه على خده يوم أحد فأتى بها إلى النبي ﷺ فغمزها رسول الله ﷺ بيده الشريفه فردها، فكانت أصح عينيه، له أحاديث، روى عنه أبو سعيد وابنه عمر ومحمود بن لبيد وغيرهم، وكان على مقدمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما سار إلى الشام وكان من الرماة المعدودين، عاش خمسًا وستين سنة، توفي في سنة ثلاث وعشرين بالمدينة ونزل عمر يومئذ في قبره.
انظر: سير أعلام النبلاء (٢/٣٣١، ترجمة: ٦٦)، وتقريب التهذيب (١/٤٥٤، ترجمة: ٥٥٢١)، ومشاهير علماء الأمصار (١/٢٧، ترجمة: ١٢٦) .
(٦) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٢/٢١٧، رقم ٣١٢١) عن قتادة مرسلًا.
قال المناوي في فيض القدير (٦/٧): ورواه عنه أيضا النميري وعبد الرزاق في جامعه، قال القسطلاني: ورواته ثقات.
(٧) هو: أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجي ﵁، خادم رسول الله ﷺ خدمه عشر سنين، مات سنة (٩٢هـ) وقيل: (٩٣هـ) وقد جاوز المائة ﵁.
انظر: تقريب التهذيب (ص ١١٥) .
(٨) رواه بهذا اللفظ دون الزيادة التي في آخره الديلمي في مسند الفردوس (٣/٦٣٤، رقم ٥٩٨٦) .
والمشهور عن أنس في فضل الصلاة على النبي ﷺ مارواه النسائي في السنن الكبرى (٦/٢١، رقم ٩٨٨٩) بلفظ: «من ذكرت عنده فليصل علي، ومن صلى علي مرة صلى الله عليه عشرًا» .
وأخرجه أيضا النسائي في عمل اليوم والليلة (ص ١٦٥، رقم ٦١)، والطبراني في المعجم الأوسط (٣/١٥٣، رقم ٢٧٦٧)، وأبو يعلى في المسند (٧/٧٥، رقم ٤٠٠٢)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (٤/٣٤٧) .
فائدة: ذكر الحافظ ابن حجر طرفًا من أحاديث فضل الصلاة على النبي ﷺ في فتح الباري (١١/١٦٨) ثم قال: وفي الباب أحاديث كثيرة ضعيفة وواهية، وأما ما وضعه القصاص في ذلك فلا يحصى كثرة، وفي الأحاديث القوية غنية عن ذلك.
(٩) هو: محمد بن نصر المروزي، الفقيه أبو عبد الله الحافظ، روى عن يحيى بن يحيى النيسابوري، وعبدان بن عثمان، وأبي كامل الجحدري، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه إسماعيل، ومحمد بن إسحاق الرشادي، وعبد الله بن محمد بن علي البلخي، وخلق كثيرون.
قال محمد بن عثمان بن سلم سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين ومائتين، وكان أبي مروزيا وولدت أنا ببغداد، ونشأت بنيسابور، وقال الإدريسي: سمعت أبا بكر محمد بن محمد بن إسحاق الدبوسي، حدثنا أبي قال: رأيت محمد بن نصر بسمرقند وكان بحرًا في الحديث، قال: وسمعت الفقيه أبا بكر الشاشي يقول: لو لم يصنف محمد بن نصر إلا كتاب القسامة لكان من أفقه الناس فكيف وقد صنف غيره، وقال عبد الله بن محمد بن مسلم: سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول: كان محمد بن نصر المروزي عندنا إمامًا.
قال الخطيب: صنف الكتب الكثيرة ورحل إلى الأمصار في طلب العلم وكان من أعلم الناس باختلاف الصحابة ومن بعدهم في الأحكام، واتفقوا على أنه مات سنة أربع وتسعين ومائتين.
وقال ابن حبان: كان أحد الأئمة في الدنيا ممن جمع وصنف، وكان من أعلم أهل زمانه بالاختلاف وأكثرهم صيانة في العلم، وكان مولده سنة مائتين قبل وفاة الشافعي بأربع سنين.
انظر: تهذيب التهذيب (٩/٤٣٢، ترجمة: ٨٠٠)، وتاريخ بغداد (٣/٣١٥، ترجمة: ١٤١٦)، وطبقات الفقهاء (١/١٩٢)، وطبقات الشافعية (٢/٨٤، ترجمة: ٢٩) .
(١٠) هذا الحديث فيه غلط في متنه فكلمة «عليَّ» مدرجة فيه، والصواب أنها ليست فيه، فالمروزي رواه في تعظيم قدر الصلاة (٢/٨٩٩، رقم ٩٣٦) فقال: حدثنا عبد الله بن المسندي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: «من لم يصل فلا دين له»
وقال: حدثنا الحسين بن منصور قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عاصم عن زر قال كنا عند عبد الله ﵁ جلوسًا إذ جاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله أي درجات الإسلام أفضل فقال: «الصلاة من لم يصل فلا دين له» .
1 / 77