Majalis
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
وأنبأنا به عاليا جدا جماعة من شيوخنا، منهم: أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الصالحي، عن يحيى بن محمد بن سعد وغيره، أخبرنا أبو صالح نصر بن الحافظ أبي محمد عبد الرزاق بن الشيخ العارف ولي الله أبي محمد عبد القادر الجيلي كتابة. وزاد شيخنا الصالحي فقال: وأنبأنا الحافظ الكبير أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن التوني، أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي عبد الله الأزجي إجازة إن لم يكن سماعا، قالا جميعا: عن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد ابن الحسن العطار الهمذاني، فذكره.
هذا الحديث له ألقاب بحسب طرقه التي رويناها منه، فهو حديث صحيح، وحسن، وضعيف الإسناد من وجه، وفرد، ومعل من وجوه، ومرفوع، وموقوف من وجه، ومسلسل بالأولية: مقطوع التسلسل، وموصول التسلسل من غير انقطاع، كما رويناه، ومعنعن، لقول سفيان فيه عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس، عن عبد الله بن عمرو.
فسياقه هكذا معنعنا لا يظهر فيه صفة التحمل: هل كان سماعا من لفظ الراوي، أو عرضا عليه، أو مناولة، أو إجازة مشافهة أو كتابة، أو وجادة؟ فالحديث المعنعن إسناده -والحالة ما ذكر- مختلف في حكمه، فقيل: هو كالمرسل والمنقطع حتى يتبين اتصاله من وجه آخر، وهذا قول مرجوح، فالصحيح وعليه جماهير الأئمة: أنه متصل الإسناد بشرط سلامة المعنعن الثقة من التدليس، وثبوت لقائه لمن روى عنه.
واشترط أبو المظفر عبد الرحيم ابن السمعاني مع ثبوت اللقاء طول الصحبة بين الراويين.
واشترط أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني معرفة المعنعن بالرواية عمن روى عنه.
Bogga 458