Majalis
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
[المجلس [23]]
[23] بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عز وجل: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}.
هذه الآيات الشريفات تبركنا بتلاوتها أول التدريس، وهي من جوامع الكلم لاحتوائها على كل معنى نفيس، والكلام عليها من وجوه كثيرة، لأن كل كلام مفيد منثور إذا طرق السمع يتعلق النظر فيه بأطراف من وجوه معاني الكلام، منها في بيان معاني ألفاظه المفردة، وهو علم اللغة، كالمن في قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} فالمن هنا: الإحسان والإنعام، ومن أسماء الله تعالى، المنان وهو من أبنية المبالغة، ومعناه المنعم، وقيل: الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال، وقيل: الكثير العطاء العظيم المواهب.
فإنه سبحانه من بعض عطائه: أنه أعطى الحياة والعقل والمنطق بعد أن شق السمع والبصر، وصور فأحسن الصور، ورزق من الطيبات، وهدى إلى الإسلام، وأنعم بما لا يحصى من الإنعام الخاص والعام، وذكر الله عباده بنعمه خصوصا وعموما.
قال بعض السلف: المن من الله تعالى هو التعريف، والمن من العباد هو التعنيف، وهذان وجهان من معنى المن، وله معان أخر.
ومن الأطراف التي يتعلق بها: النظر في حكم تركيب الألفاظ واختلافها على وفق كلام العرب، وهذا هو علم الإعراب، الذي به تفهم المقاصد والوسائل، ويتميز به المفعول من الفاعل، ويعقل معنى الكلام.
Bogga 449