Majalis
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
Noocyada
- ومن الخصوص: ما فرضه الله من الزكوات في أموال الأغنياء لمن كان محتاجا إليها من الأصناف المباحة لهم أخذ الزكاة، فأغناهم الله بذلك حتى قيل: لو أخرجت الزكاة كما شرعت وصدق آخذوها لم يوجد فقير ولا مسكين.
ومنها: ما جعله الله في قلوب خيار أمته من الغنى والرضى والاستغناء بالله عز وجل عمن سواه، حسبما دلهم النبي صلى الله عليه وسلم وأرشدهم إليه بقوله صلى الله عليه وسلم في أحاديث منها: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس)). ومنها: ((ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله)).
فقد حصلت للأمة نعمة الغنى حسا ومعنى بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فجميع الخلق مغمورون بهذه النعمة العظيمة التي ذكرنا الله تعالى إياها بقوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا} الآية.
وفي التذكير بالنعم الاستدلال على الله عز وجل، كما تقدم، فبها يستدل على وجوده سبحانه، لأنا إذا أنعمنا النظر في بعض نعم الله -ومنها ما أشير إليه في هذه الآية {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا}- ظهر لنا الدليل القطعي الذي لا ريب فيه، وقام البرهان الجلي الذي لا شك يعتريه، بوجود المنعم، وهو الله سبحانه، وأنه قادر فمن قدرته حصول ما أنعم به وتفضل، ووصول ما من به وتطول.
Bogga 390