328

Majalis

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Noocyada

وخرج أيضا عن عائشة رضي الله عنها في قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم} قالت: من العرب.

وحكى الإمام الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي عن بعضهم أن لفظ الآية عام ومعناها خاص في العرب، لأنه ليس حي من أحياء العرب إلا وقد ولده صلى الله عليه وسلم ولهم فيه نسب إلا بني تغلب، فإن الله سبحانه طهره منهم، لما فيهم من دنس النصرانية، إذ ثبتوا عليها، وبيان هذا التأويل قوله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم}.

وقال الآخرون: أراد به المؤمنين كلهم. ومعنى قوله: {من أنفسهم}: بالإيمان والشفقة لا بالنسب، كما يقول القائل: أنت نفسي، يدل عليه قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}. قاله الثعلبي في ((تفسيره)).

وقوله تعالى: {يتلو عليهم آياته} يتلو من التلاوة -بكسر المثناة فوق وضمها، لغتان- وهي: إتباع بعض القرآن بعضه قراءة، والآيات هنا فسرت بالقرآن.

ومعنى {يزكيهم}: يصلحهم فيصيرون صالحين متقين. {ويعلمهم الكتاب} يعني القرآن: {والحكمة} يعني السنة، كما تقدم القول في المجلس الأول عن مجاهد عن ابن عباس، وحكاه الشافعي عن من يرضى من أهل العلم: أن {الحكمة} السنة.

والسنة: هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريره على أمر اطلع عليه، وزيد على ذلك: ما إذا سلم من الاعتراض.

Bogga 384