تابعه أبو القاسم يحيى بن علي بن محمد الحضرمي الحافظ، فرواه عن الحسن بن رشيق لكنه قال: زبار -بالراء- كما قاله عبد الغني بن سعيد المصري، وهو ابن قسور وقيل ابن قيسور، ذكره في الصحابة أبو موسى محمد بن أبي بكر المديني في كتابه ((التتمة لكتاب المعرفة)) تأليف أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده فاستدركه عليه، واختصر حديثه هذا.
وهذا الحديث وإن كان إسناده منكرا ففصاحة النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكر، وبلاغة قوله لا تجهل، وحكم أحاديثه لا تحصى، ومعاني جوامع كلمه لا تستقصى، مع التأييد الإلهي، والمدد الرباني، والعصمة التي ذكرت في القرآن تصريحا، فقال تعالى: {وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى}. فهذا وأمثاله من الأخبار، مما يدل على بلاغة نبينا المختار، الذي ما ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم وعظم. وقلت في معنى ذلك:
بلاغة القول من المصطفى ... في كل فن نورها يشرق
مقاله فصل ومن فضله ... عن الهوى نزه ما ينطق
فما أتى فيما مضى مثله ... كلا ولا يأتي ولا يخلق
Bogga 381