264

Majalis

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Noocyada

((هذا باب اللفظ للمعاني. اعلم أن من كلامهم اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين، واختلاف اللفظين والمعنى واحد، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين. قال: فاختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين نحو: جلس وذهب [واختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو: ذهب] وانطلق، واتفاق اللفظين والمعنى مختلف قولك: وجدت عليه -في الموجدة- ووجدت إذا أردت وجدان الضالة. وأشباه ذلك كثير)).

ولم يمثل سيبويه للقسم الآخر من الثلاثة -وهو اختلاف اللفظين والمعنى واحد- وهو كقولك: ذراع، وساعد. ومن هذا القسم: الحديث، فلفظ صدره ولفظ عجزه مختلفان ومعناهما واحد: أن من رحم يرحم.

ويحتمل أن الرحمة لما كانت تصدر من المؤمنين والكفار، والله تعالى لا يضيع عمل عامل، أما المؤمنون فيجازيهم الله بثواب رحمتهم دنيا وآخرة، وأما الكفار فليس لهم في الآخرة من نصيب، فيجازيهم الله بحسناتهم في الدنيا حتى يلقوا الله وما لهم حسنة يجزون بها؛ فأول الحديث يتناولهم وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ((الراحمون يرحمهم الرحمن)) فذكر (الرحمن) هنا لأن معناه ذو الرحمة الشاملة التي عمت المؤمن والكافر في الدنيا.

وآخر الحديث خاص بالمؤمنين، ولهذا خوطبوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء)) ولم يقل: يرحمكم الرحمن. والله أعلم.

Bogga 319