155

Majalis

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

Noocyada

وذهب الجمهور من الناس إلى أنه مشتق من الرحمة، مبني على المبالغة، ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها، ولذلك لا يثنى ولا يجمع كما يثنى الرحيم، ويجمع. وبناء فعلان في كلامهم للمبالغة، يقال لشديد الامتلاء: ملآن، ولشديد الشبع: شبعان، ويدل على صحة مذهب الاشتقاق في هذا الاسم حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.

حدثناه أحمد بن عبد الحليم الكريزي وعبد الله بن شاذان الكراني قالا: حدثنا محمد بن يحيى بن المنذر القزاز، حدثنا حجاج بن المنهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، أن أباه رضي الله عنه عاد أبا الرداد، فقال له أبو الرداد: ما أحد من قومي أوصل لي منك، قال عبد الرحمن رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن ربه عز وجل ((أنا الرحمن، وهي الرحم، شققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته ثم أبته)). اللفظ للكريزي.

فالرحمن: ذو الرحمة الشاملة [التي] وسعت الخلق في أرزاقهم وأسباب معاشهم ومصالحهم، وعمت المؤمن والكافر، والصالح والطالح.

Bogga 197