وروى الشيخ موفق الدين بسنده عن سفينة مولى رسول الله ﷺ قال: "رأيت رسول الله ﷺ يبني مسجد المدينة، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، وهم ينقلون الحجارة، فقلت: يا رسول الله ما أرى معك من أصحابك غير هؤلاء الرهط؟ "، قال: "إنهم الخلفاء من بعدي" ١.
وروى عن أنس قال: "خرج رسول الله ﷺ ذات يوم وخرجت معه، فدخل حائطًا من حيطان الأنصار فدخلت معه، فقال: "يا أنس أغلق الباب"، فأغلقت الباب فإذا رجل يقرع الباب، فقال: "يا أنس افتح لصاحب الباب، وبشّره بالجنة، وأخبره أنه يلي الأمر من بعدي"، قال: فذهبت أفتح له، وما أدري من هو، فإذا هو أبو بكر فأخبرته بما قال النبي ﷺ فحمد الله ودخل، ثم جاء آخر فقرع الباب، فقال: "يا أنس افتح لصاحب الباب، وبشّره بالجنة، وأخبره أنهيلي أمر أمتي من بعد أبي بكر"، فذهبت أفتح له وما أدري من هو، فإذا هو عمر بن الخطاب، فأخبرته بما قال النبي ﷺ فحمد الله ودخل، ثم جاء آخر فقرع الباب فقال: "يا أنس افتح لصاحب الباب، وبشّره بالجنة، وأخبره أنه
١ موفق الدين ابن قدامة: منهاج القاصدين ق ٢١ / ب، وفي إسناده الحشرج بن نُباتة الأشجعي، صدوق يهم. (التقريب ص ١٦٩) . والحديث أخرجه ابن أبي عاصم: السنة ٢/٥٥٠، العقيلي: الضعفاء ١/٢٩٧، ابن حبان: المجروحين ١/٢٧٧، ابن عدي: الكامل ٢/٨٤٦، البيهقي: دلائل النبوة ٢/٥٥٣، ابن الجوزي: العلل المنتاهية ١/٢٠٥، ابن عساكر: تاريخ دمشق (ترجمة عثمان) ص ١٦٢-١٦٣.
وضعّفه الألباني، وقال: "وعلته الحشرج بن نبات أورده البخاري في الضعفاء الصغير لهذا الحديث، وقال: "لم يتابع عليه؛ لأن عمر بن الخطاب وعليًّا بن أبي طالب قالا: "لم يستخلف النبي ﷺ".
قال الحافظ عقبه في التهذيب: "قال ابن عبدي: "قد روي من طريق آخر - وساق - ثم قال: وقد قمت بعذره في الحديث الذي أنكره البخاري فأوردته بإسناد آخر. قلت: الإسناد الذي زعم ابن عدي أنه متابع لحشرج أضعف من الأوّل؛ لأنه من رواية محمّد بن الفضل بن عطية وهو ساقط. (السنة لابن أبي عاصم ٢/٥٥٠، الضعفاء الصغير ص ٧٩، تهذيب التهذيب ٢/٣٢٥) .