388

============================================================

1322 مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار كانوا يأمرون الناس بالصلاة ولايصلون إذا انفردوا: فقيل لهم: اركعوا مع الراكعين، ولذلك عقيه بقوله: أتأمرونالناس بالبر وتنسؤن أنفسكم وأنتم تثلون الكتاب أفلا تغقلون) 49 اللغة والتفسير قال أهل التفسير: "البر " اسم جامع لأعمال الخير، ومنه بر الوالدين أي الطاعة لهما وفعل ما يرضيهماء ويقال: عمل مبرور، اي مرضي مقبول؛ وقد يكون البر بمعنى الصدق، يقال: بر في يمينه، أي صدق؛ قال تعالى: (كرام بررة) أي صادقين؛ والبر الصلة والاحسان، واشتقاقه: بررت أبر برا، فأنا بار وبر، والخطاب أيضا لليهود؛ لأن الرجل منهم كان يقول لأقربائه وصهره وحليفه من المسلمين في السر إذا سأله عن شأن المصطفى -صلى الله عليه وآله -: أثبتوا على الدين الذي أنتم عليه وما يأمركم به هذا الرجل؛ فإن أمره حق وقوله صدق؛ فأنزل الله تعالى: (أتأمرون الناس بالبد) -140آ- أي بالإسلام، وتنسون انفسكم، أي تتركونها فلا تلزمونها ذلك.

وقال بعض أهل اللغة:1 لفظ "تنسون" مستعار في هذا الموضع؛ فيخبر به عن الترك: فيكون ذلك أنفع في الافهام وتسكيت المخاطبين؛ والتفسير الذي ذكرناه قول الكلبي ومقاتل والضحاك.

وقال قتادة والسدي: كانوا يأمرون بطاعة الله وهم يعصونه، والبر-على هذا-: الطاعة والدين والتقوى: وقال ابن عباس وأبو إسحاق:) البر التمسك بالتوراة والعمل بما فيه؛ وقال ابن عباس: كانوا يأمرون الناس بالتمسك بكتابهم ويتركونه بجحود ما فيه من نبوة المصطفي - عليه اللام -، ونحوه قال الزجاج (وأنتم تتلون الكتاب" وتعلمون ما فيه أفلا تغقلون)، أي أفلا تفهمون تناقض هذا وأنه يلزمكم في علمكم ما يلزمهم؟ وقيل: أفما لكم عقول تدركون؟ وقيل: أفلا تعقلون أنه حق فتصدقونه وتتبعونه؟ وروى سعيد عن قتادة فال: ذكر لنا أن في التوراة: ابن آدم يذكرني 1. في الهامش عنوان: اللغة.2. في الهامش عنوان: التفسير.

ليتهنل

Bogga 388