382

============================================================

316مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار وأبى العالية. قالوا: معناه بينوا صفة محمد في التوراة، ولاتأخذوا عليه أجرا: ومكتوب في التوراة: علم مجانا كما علمت مجانا، وقال السدي: لاتأخذوا شيئا على كتم ما فيه من ذكر محمد والقران.

والثمن1 يقع على كل ما يكون عوضا عن شيء. قال أبوعلي: قوله ثمنا، أي ذا ثمن قليل: فهو من باب حذف المضاف؛ لأنه إنما يشترى ذو الشمن لا الشمن؛ وقيل: لاتشتروا أي لاتختارواء الاشتراء بمعنى الاستبدال أيضا.

(وإياي فاتقون) أي فاحذروا عقابي في اشترائكم بآ ياتي ثمنأ قليلا من مالكم، وإياي الا فخافوني ولاتخافواغيري، وهي كلمة تخصص وحصر كما ذكرناه.

الاسرار قال المؤمنون بما أنزل الله: الخطاب لليهود والنصارى في الإيمان بما أنزل على المصطفى -صلوات الله عليه وآله -وهو القرآن يتضمن الأيمان بمن أنزل، وذلك أن ما أنزل إليه إذال كان حقا؛ فمن أنزل عليه -137 ب - يجب أن يكون محقا. فهاهنا عرف المحق بالحق. ثم الرسول إذا كان مبينأ للقرآن لقوله: (وأنزلنا إليك الذكر لثبين للناس ما تزل إليهم)، و هاهنا عرف الحق بالمحق؛ فصح قول من قال: "بالحق يعرف المحق" وصح قول من قال: بالمحق يعرف الحق"، لكن المحق يعرف بالحق معرفة مجملة، وبالمحق يعرف الحق معرفة مفصلة، وذلك قوله تعالى: (كتاب أخكمت آياته ثم فصلت)، أحكمت آياته ليتبين بها صدق الرسول -صلى الله عليه وآله - ثم فصلت اياته ببيانه وتفصيله.

وسر آخر: في قوله: (مصدقا لما معكم) وقد فسر موافقا لما معكم، وفسر أنه مشتمل على تصديق ما معكم من التوراة والأنجيل؛ وما من كتاب نزل من السماء إلا وهو مصدق لما بين يديه، وما من نبية انزل عليه الكتاب إلا وهو مصدق لمن بين يديه؛ وكما هو مصدق لمن سبق بين يديه كذلك من سبف عليه في الزمان مبشر به؛ فلم يخل زمان عن صادق يصدق من قبله من الصادقين ويبشر بمن بعده من الصادفين؛ فبثبت صدق قول كل صادق من الآنبياء 1. في الهامش عنوان: اللغة والنحو.

ليتهنل

Bogga 382